[تنبيه في تفسير الخبر وتقسيمه]
  يكون بين الطرفين(١) في الخارج نسبة ثبوتية أو سلبية.
  والإنشاء: عكسه.
  والخبر ينقسم - أيضًا - إلى قسمين: صدق وكذب ليس إلا(٢)؛ وذلك لأنه: إما أن تطابق تلك النسبة ذلك الخارجُ أوْ لا.
  (فإن تطابقا) أي: النسبة وذلك الخارج بأن يكونا ثبوتيين كما في قولنا: «السماء فوقنا» - فإن النسبة دلت على ثبوت الفوقية للسماء، وهو كذلك في الخارج، أو سلبيين كما في قولنا: «ليست السماء تحتنا» - فإن النسبة دلت على انتفاء التحتية للسماء، وهو كذلك في الخارج - (فصدقٌ) أي: فالخبر صدقٌ. (وإلا) يتطابقا، أي: النسبة وذلك الخارج، بأن تكون النسبة المفهومة من الكلام ثبوتيةً، والتي في الخارج سلبيةً كما في قولنا: «السماء تحتنا»، أو بالعكس كما في قولنا: «ليست السماء فوقنا» - (فكذبٌ) أي: فالخبر كذبٌ.
  (ويسمى الخبر جملة) عند النحويين.
  اعلم أنه قد اختُلِفَ في ترادف الجملة والكلام، فمنهم(٣) من قال بترادفهما.
  ومنهم من قال: بل الجملة أعمُّ من الكلام(٤). ومعنى ذلك: أن كل كلام جملة، وليس كل جملة كلاما؛ لأن الكلام: ما حصل فيه الإسناد مع الإفادة، والجملة: ما حصل فيها الإسناد(٥) وإن لم تحصل فيها(٦) الإفادة.
(١) المسند، والمسند إليه.
(٢) أي: ليس إلا هما.
(٣) الزمخشري، وصاحب اللباب، وناظر الجيش.
(٤) لأن الكلام: ما تضمن الإسناد الأصلي، وكان مقصودًا لذاته، والجملة: ما تضمن[٠] إسنادًا، سواء كان مقصودًا لذاته أم لا.
[٠] عبارة الرضي: الجملة: ما تضمن الإسناد الأصلي سواء كانت مقصودة لذاتها أو لا كالجملة التي هي خبر المبتدأ ... الخ
(*) وهو الذي بنى عليه الرضي وغيره.
(٥) الأصلي ليخرج إسناد المصدر، واسمي الفاعل والمفعول، والصفة المشبهة، والظرف - فإنها مع ما أسندت إليه ليست بكلام ولا جملة، وأما نحو: «أقائم الزيدان» فهو بمعنى الفعل. رضي معنى.
(٦) كما في الجملة الواقعة خبر مبتدأ في الحال أو في الأصل، أو صفة، أو حالا، أو مضافا إليها، أو صلة، =