الكاشف لذوي العقول،

أحمد بن محمد لقمان (المتوفى: 1039 هـ)

[تنبيه في تفسير الخبر وتقسيمه]

صفحة 122 - الجزء 1

  يكون بين الطرفين⁣(⁣١) في الخارج نسبة ثبوتية أو سلبية.

  والإنشاء: عكسه.

  والخبر ينقسم - أيضًا - إلى قسمين: صدق وكذب ليس إلا⁣(⁣٢)؛ وذلك لأنه: إما أن تطابق تلك النسبة ذلك الخارجُ أوْ لا.

  (فإن تطابقا) أي: النسبة وذلك الخارج بأن يكونا ثبوتيين كما في قولنا: «السماء فوقنا» - فإن النسبة دلت على ثبوت الفوقية للسماء، وهو كذلك في الخارج، أو سلبيين كما في قولنا: «ليست السماء تحتنا» - فإن النسبة دلت على انتفاء التحتية للسماء، وهو كذلك في الخارج - (فصدقٌ) أي: فالخبر صدقٌ. (وإلا) يتطابقا، أي: النسبة وذلك الخارج، بأن تكون النسبة المفهومة من الكلام ثبوتيةً، والتي في الخارج سلبيةً كما في قولنا: «السماء تحتنا»، أو بالعكس كما في قولنا: «ليست السماء فوقنا» - (فكذبٌ) أي: فالخبر كذبٌ.

  (ويسمى الخبر جملة) عند النحويين.

  اعلم أنه قد اختُلِفَ في ترادف الجملة والكلام، فمنهم⁣(⁣٣) من قال بترادفهما.

  ومنهم من قال: بل الجملة أعمُّ من الكلام⁣(⁣٤). ومعنى ذلك: أن كل كلام جملة، وليس كل جملة كلاما؛ لأن الكلام: ما حصل فيه الإسناد مع الإفادة، والجملة: ما حصل فيها الإسناد⁣(⁣٥) وإن لم تحصل فيها⁣(⁣٦) الإفادة.


(١) المسند، والمسند إليه.

(٢) أي: ليس إلا هما.

(٣) الزمخشري، وصاحب اللباب، وناظر الجيش.

(٤) لأن الكلام: ما تضمن الإسناد الأصلي، وكان مقصودًا لذاته، والجملة: ما تضمن⁣[⁣٠] إسنادًا، سواء كان مقصودًا لذاته أم لا.

[٠] عبارة الرضي: الجملة: ما تضمن الإسناد الأصلي سواء كانت مقصودة لذاتها أو لا كالجملة التي هي خبر المبتدأ ... الخ

(*) وهو الذي بنى عليه الرضي وغيره.

(٥) الأصلي ليخرج إسناد المصدر، واسمي الفاعل والمفعول، والصفة المشبهة، والظرف - فإنها مع ما أسندت إليه ليست بكلام ولا جملة، وأما نحو: «أقائم الزيدان» فهو بمعنى الفعل. رضي معنى.

(٦) كما في الجملة الواقعة خبر مبتدأ في الحال أو في الأصل، أو صفة، أو حالا، أو مضافا إليها، أو صلة، =