الكاشف لذوي العقول،

أحمد بن محمد لقمان (المتوفى: 1039 هـ)

[المفهوم]

صفحة 263 - الجزء 1

  مساوياً للمنطوق به في ثبوت الحكم ( فهو لحن (⁣١) الخطاب ) أي: معناه، قال تعالى: {وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ}⁣[محمد ٣٠]. وذلك ( نحو ): قوله تعالى: {إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِئَتَيْنِ}⁣[الأنفال ٦٥]، فإنه) أي: هذا اللفظ (يدل) بالمفهوم (على) وجوب (ثبات الواحد للعشرة(⁣٢)) للإتحاد في الحكم، وهو وجوب الثبات، لكن (لا بطريق الأَولى) بل بطريق المساواة، وذلك واضح، والله أعلم.

  (و) النوع (الثاني) من نوعي المفهوم: (مختلف فيه) بين العلماء، فمنهم من يأخذ به أجمع، ومنهم من نفاه أجمع، ومنهم من فَصَّل، فأخذ ببعض دون بعض، وهو المختار.

  (ويسمى) هذا النوع (مفهوم المخالفة)؛ لتخالف المنطوق والمفهوم في الحكم؛ (و) لذلك قيل في تفسيره: (هو أن يكون المسكوت عنه مخالفا للمنطوق به في الحكم) إثباتًا ونفيًا.

  (ويسمى) هذا النوع من المفهوم في اصطلاح الأصوليين: (دليل الخطاب)


= دون المساوي، وهو من القائل: بأن المساوي ليس من مفهوم الموافقة. هذا وهو خلاف في الاصطلاح، ولا مشاحّة فيه. ح غ.

(١) واللحن قد يطلق في اللغة على الفطنة، وعلى الخروج من الصواب. قسطاس.

(*) وإنما سمي بلحن الخطاب دون ما سبق لأن في الدلالة عليه خفاء ما، واللحن لغة: هو العدول بالكلام عن الوجه المعروف إلى وجه لا يعرفه إلا صاحبه، قال تعالى: {وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ}⁣[محمد ٣٠]، وهذا مجرد اصطلاح لقصد الفرق بينهما، ولا مشاحّة فيه. ومثال ذلك الحكم بتحريم إحراق مال اليتيم وإغراقه المفهوم من قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا}⁣[النساء ١٠]، الآية، فإنه دل على تحريم ذلك لمساواته للأكل في الإتلاف. فواصل.

(*) في شرح الغاية ما لفظه: والفحوى واللحن معناهما في اللغة: معنى الخطاب، قال الجوهري: فحوى القول: معناه ولحنه، وقال في قوله تعالى: ولتعرفنهم في لحن القول: أي: في فحواه ومعناه، والمراد به المعنى الخفي كما قال أبو زيد يقول: لحنت له - بالقول - ألحن - لحناً، إذا قلت له قولاً يفهمه عنك ويخفى على غيره. ويقال: عرفت ذلك من فحوى كلامه، يمد ويقصر، ويقال: فحا بكلامه إلى كذا يفحو فحواً، إذا ذهب به إليه.

(٢) كما دل المنطوق على ثبوت العشرين للمأتين؛ لأن العشرين عُشْر المأتين، والواحد عشر العشرة.