[المفهوم]
  والفرس، والجمل، والحمار، وهي لا تتفاوت في استحقاق لفظ الحيوان.
  وحقيقة الجنس: هو المقُول على الكثرة(١) المختلفة الحقيقة في جواب: «ما هو؟».
  وهو ينقسم إلى قسمين: قريب وبعيد.
  لأنه إن كان تمام المشترك(٢) بين الماهية(٣) وبين جميع ما يشاركها فيه - كالحيوان مثلا، فإنه تمام المشترك بين الإنسان وبين جميع ما يشاركه في الحيوانية، فيكون - أيضا(٤) - تمام المشترك بينه وبين بعض المشاركات فيه - فهو الجنس القريب.
  وإن لم يكن تمام المشترك بين الماهية وبين جميع المشاركات فيه، بل بينها وبين بعض المشاركات فيه - فهو الجنس البعيد، كالجسم النامي، فإنه تمام المشترك بين الإنسان وبين بعض المشاركات فيه، وهو الشجر مثلا. وأما بعض المشاركات فيه فليس(٥) تمام المشترك بين الإنسان وبين ذلك البعض كالفرس؛ إذ تمامُ المشترك الجسمُ النامي الحساسُ المتحركُ بالإرادة.
  (وإلا) تختلف حقائق تلك المعاني، بل اتحدت (فهو النوع، كالإنسان) فإن لفظه قد دل على معانٍ متحدة الحقيقة، كزيد، وعمر، وبكر، وخالد، وهي لا
(١) فيخرج الجزئي، ويشمل الكليات الخمس. ويخرج بقوله: «المختلفة الحقيقية» النوع؛ لاتفاق الحقيقة. ويخرج بقوله: «في جواب ما هو» باقي الكليات؛ لأن العرض العام لا يقال في الجواب أصلاً، والفصل يقال في جواب أي شيء هو ذاته، والخاصة في جواب أي شيء هو في عرضه. ح تهذيب معنى.
(٢) قال الشريف في حاشية الشمسية: فالمعتبر في مطلق الجنس أن يكون تمام المشترك بين الماهية وبين نوع آخر، سواء كان تمام المشترك بالقياس إلى كل ما يشارك الماهية في ذلك الجنس أو لا.
(*) والمراد بتمام المشترك: الذي لا يكون وراءه جزء مشترك بينهما خارج عنه، بل كل جزء مشترك بينهما يكون إما نفس ذلك الجزء، أو جزءاً منه. ح تهذيب.
(٣) التي يراد تحقيقها كالإنسان مثلاً.
(٤) كأنه أراد أن رسم الجنس القريب يستلزم رسم الجنس البعيد كما يظهر من السياق، ولا ضرورة داعية له إلى ذلك.
(*) أي: كما أنه تمام المشترك بين الإنسان وبين جميع ما يشاركه في الحيوانية يكون تمام المشترك بينه وبين بعض المشاركات، والله أعلم، كالإنسان والفرس فإنها بعض.
(٥) أي: قولنا: «الجسم النامي» فقط، بل لا بد من تمام الحد، وهو «الحساس».