[المفهوم]
  (وإن تعددت معنى واتحدت لفظا: فإن وضع) اللفظ (لتلك المعاني) المتعددة (باعتبار أمر) كلي (اشتركت) تلك المعاني (فيه) أي: في ذلك الأمر (فمشكِّكةٌ)، لكن (إن تفاوتت) تلك المعاني في استحقاق ذلك اللفظ بأولية أو أولوية(١)، أي: بأن يكون حصول اللفظ في بعض أفراده قبل حصوله في الآخر، أو أولى من حصوله فيه، وذلك (كالموجود للقديم والمحدث) فإن لفظ «الموجود» حاصل في «القديم» قبل حصوله في «المحدث»، وهو أيضا أولى وأتم(٢).
  وسمي مشكِّكا لأن النظر فيه يوقع في الشك: هل هو متواطئ من حيث اتفاق أفراده في أصل المعنى؟ أو مشترك من حيث تفاوت أفراده في الاستحقاق(٣)؟
  (وإن لم تتفاوت) أفراده في استحقاق اللفظ، بل تساوت فيه (فمتواطئ(٤)) إذا صدق عليها على سواء، كـ «الإنسان» و «الفرس»، فإنَّ صدقهما على أفرادهما بالسوية، وليس بعض الأفراد أولى به من بعض.
  وسمي متواطئاً لتوافق الأفراد في معناه، من التواطؤ، وهو التوافق.
  (وحينئذ) أي: حين إذ لم تتفاوت بل اتحدت: (فإن اختلفت حقائق تلك المعاني) الدال عليها اللفظ، بأن يكون فصل كل حقيقة غير فصل الأخرى (فهو الجنس، كالحيوان) فإن لفظه قد دل على معانٍ مختلفة الحقائق، كالإنسان،
= ومشكك إن تفاوت كالوجود للخالق والمخلوق. قلت: هكذا ذكره غير واحد من العلماء، وأما المصنف ¦ فإنه جعل المشكك والمتواطئ وغيرهما مما اتحد لفظاً وتعدد معنىً كما ستراه، فتأمل، فإنك عند التتبع لكلامه لا تجد لهذا القسم مثالاُ إلا الجزئي، حقيقياً كان أو إضافياً. ذكره ابن حابس. قوله: أو «إضافياً» أي: الذي هو الحقيقة المنفردة.
(١) أو شدة، أو ضعف، كـ (الأحمر للقاني) شديد الحمرة (وغيره) وهو ضعيف فإنه للقاني أشد. معيار، وقسطاس.
(٢) منه في الممكن لكون الوجود في الواجب من ذاته، أو لكون آثاره أكثر من آثار الممكنات. سعد.
(٣) يعني أنه يقع الشك عند النظر ويحصل التردد بين كونه من المشترك المعنوي، فيكون متواطئاً، أو من المشترك اللفظي، فلا يكون كذلك.
(٤) وهو المشترك المعنوي لأن لفظه أفاد معنى متماثلاً غير مختلف بوجه، فكأن ألفاظه تواطئت على ذلك.