[المجاز]
  ثم استعمل للكلمة الجائزة، أي: المتعدية مكانها الأصلي. واستعماله فيها مجاز لغوي؛ لاستعماله(١) في غير ما وضع له لعلاقة، وهي: الجزئية(٢) إن نُقِل من المصدر؛ لأنه جزء(٣) منه. أو المجاورة(٤) إن نُقِل من اسم المكان.
  قيل: ولا يمكن أن ينقل من اسم الزمان؛ لعدم العلاقة(٥) بينه وبين الجائزة.
  وأما استعماله في المعنى الاصطلاحي أي: المصطلح عليه - فهو حقيقة عرفية(٦) خاصة، والله أعلم.
  والمعنى المصطلح عليه: (هو الكلمة المستعلمة في غير ما وضعت له في اصطلاح التخاطب، لعلاقة مع قرينة).
= لها، على أن معنى جاز المكان: سلكه، فإن المجاز طريق إلى تصور معناه. ومثله في الشرح الصغير.
(١) ولفظ شرح الاصفهاني على المختصر أقول: المجاز مفعل من الجواز بمعنى العبور، والمفعل للمصدر أو المكان، ثم نقل إلى اللفظ المستعمل في غير ما وضع له أولاً على وجه يصح؛ فهو مجاز في الدرجة الأولى من جتهين: إحداهما: أن العبور إنما يحصل بانتقال الجسم من حيز إلى حيز، فإذا اعتبر في اللفظ كان على سبيل التشبيه؛ فيكون مجازاً من هذه الجهة. الثانية: أنه صيغة للمصدر أو للمكان، وقد أطلق ههنا بمعنى الفاعل؛ لأن اللفظ منتقل؛ فيكون مجازاً بهذا الاعتبار أيضاً.
(٢) قوله: لعلاقة، وهي الجزئية ... إلخ؛ لعله يريد أن الجائز اسم فاعل متضمن للمصدر، فهو جزء من مدلوله، وكذا سائر المشتقات منه، فهو من اطلاق اسم الجزء على الكل، كالعين في الربيئة، وهو الشخص الجاسوس.
(*) أي: كون المعنى الحقيقي جزءاً من المجازي.
(٣) يعني إذا كان بمعنى المصدر، وجعلنا المصدر بمعنى اسم الفاعل فيكون معنى المجاز: الكلمة الجائزة، وهي تدل على ا لجواز والذات؛ فالجواز جزء منها، أُطلق و أريد منه الكل. وأما إذا كان المجاز اسم مكان فليست العلاقة الجزئية، وإنما هي المشابهة، شبه الكلمة في إيصالها إلى المعنى بالمجاز، وهو الطريق الذي يجاز فيها؛ لاشتراكهما في الإيصال إلى ا لمطلوب. وأما كونه منقولاً من اسم الزمان فلا تستقيم العلاقة، كما ذكره الشارح، وهذا أولى، أي: جعل العلاقة المشابهة من جعلها المجاورة كما لا يخفى. شيخ لطف الله.
(٤) يعني أوتكون العلاقة المجاورة، فالمعنى: أن لفظ المجاز حيث كان بمعنى اسم المكان فمع نقله إلى الكلمة الجائزة جاور المكان لما نقل إلى مكان آخر، والمجاوره باعتبار الواسطة، وهي الطريق.
(٥) يقال: العلاقة المجاورة مثل اسم المكان فما الفرق؟
(٦) ظاهره المناقضة لما ذكره آنفاً من أن استعمالها في الكلمة الجائرة مجاز، ولعل المراد سابقاً في ابتداء النقل قبل أن يغلب، وهذا بعد الغلبة، فلا مدافعة بين كلاميه حينئذٍ.