[ألفاظ العموم]
  لغيرهم في الأغلب. و «أي» لهما(١)، و «أين» و «أنَّى» للمكان، و «متى» و «أيان» للزمان(٢). وهذه تستعمل في الاستفهام والشرط جميعا(٣).
  (و) منها: (النكرة المنفية) بِـ «ما» ونحوها من حروف النفي، نحو: «ما من رجل»، و «لا رجل»، فإنها في سياق النفي(٤) تفيد العموم.
  (و) منها: (الجمع المضاف(٥)) نحو «عبيدي»، و «عبيد زيد»، في قولك: «أكرم عبيدي، أو عبيد زيد»، بخلاف غير المضاف إذا لم يُعَرَّف نحو: «أكرم عبيدا» فإنه ليس بعامٍّ؛ لأنه كـ «رجل»، فكما أن رجلا لا يعم إلا عموم البدل في
(١) فاستعمالها في الشرط، والاستفهام لمن يعقل، نحو: أي الرجال أكرمتَه أكرمتُه، وأي الرجال عندك؟ ولما لا يعقل نحو: أي الطعام تحبه أحبه، وأي الطعام تحب؟. قسطاس.
(٢) فاستعمال ذلك في الشرط مثل: أين تقعد أقعد، وقوله: فأصحبت أنى تأتها تلتبس بها، ونحو: متى تخرج أخرج. وفي الاستفهام مثل: أين زيد؟ وأنى لك هذا؟ أي: في أي مكان، ومن أي جهة. ومثل: متى تخرج؟ وأيان مرساها؟ ولا تقع «أيان» إلا استفهاماً. قسطاس.
(٣) وكأنه أراد ما سوى «أيان» فإنها للاستفهام في الزمان، أو على ما حكاه الرضى عن بعض المتأخرين من النحاة أنه يجوز كونها للشرط، وأنشد ابن عقيل في شرح التسهيل قوله:
أيان نؤمنك تأمن غيرنا وإذا ... لم يأتك الأمن منا لم تزل فزعا
(٤) أو ما في معناه كالاستفهام والنهي ونحو: هل من أحد؟ ونحو قوله تعالى: {وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا ٢٤}. ح غ.
(*) في مغني اللبيب ما لفظه: تنبيه: إذا قيل: لا رجل في الدار - بالفتح - تعين كونها نافية للجنس، ويقال في توكيده: بل امرأة، وإن قيل بالرفع تعين كونها عاملة عمل ليس وامتنع أن تكون مهملة، وإلا لتكررت كما سيأتي وأحتمل أن تكون لنفي الجنس وأن تكون لنفي الوحدة، ويقال في توكيده على الأول: بل امرأة، وعلى الثاني: بل رجلان أو رجال. وغلط كثير من الناس فزعموا أن العاملة عمل ليس لا تكون إلا نافية للوحدة لا غير.
(٥) ومثله اسم الجمع نحو: {يَاقَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ}[الأحقاف ٣١] هذا مذهب الجمهور؛ لتبادره إلى الذهن عند الإطلاق، ويشهد لذلك قوله تعالى: {وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي}[هود ٤٥]، ففهم # من قوله تعالى: {وأهلك} أن ابنه داخل، حتى أجابه تعالى: {بأنه ليس من أهلك}، وقوله تعالى: {إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ}[العنكبوت ٣١]؛ إذ فهم إبراهيم # منه العموم، قال: {إن فيها لوطاً}، فأجابته الملائكة $ بتخصيص لوط وأهله إلا امرأته من العموم، وقوله ÷ فيمن قال: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين: «قد أصاب كل عبد صالح في السماوات والأرض» وغير ذلك كثير، ولصحة الاستثناء كما تقدم. ح غ.