[المبين]
  بمعنى التسليم(١)، وذلك كخلق العلوم الضرورية، ونصب الأدلة والأمارات العقلية والشرعية.
  وأخصُّ، وهو المراد (هُنَا)، وهو (مَا يبين(٢) بِهِ المُرَادُ بِالخِطَابِ المُجْمَلِ)، وهذا يشمل العلم الضروري والدلالة والأمارة، سواء كانتا قولا أو فعلا.
  (و) اعلم أنه (يَصِحُّ البَيَانُ) للمجمل (بِكُلِّ) واحد (مِنَ الأَدِلَةِ) والأمارات (السَّمْعِيَّةِ)، وهي: الكتاب، والسنة المقالية، والفعل، والتقرير، والإجماع، والقياس.
  أما الكتاب والسنة المقالية والإجماع فلا خلاف في صحة البيان بها.
  وأما الفعل والتقرير والقياس فيصح البيان بها على المختار.
  ومنهم: من منع من البيان بالفعل؛ لأنه لا ظاهر له، وإنما البيان بما تضمنه من(٣) القول الذي يؤخذ منه(٤).
  ومنهم: من منع من البيان بالتقرير، قال: لأن دلالته ضعيفة لاحتماله(٥).
  والصحيح هو الأول؛ بدليل رجوع الصحابة إليهما أي: إلى فعله ÷ وتقريره في بيان المجملات، واعتمادهم عليهما كاعتمادهم ورجوعهم إلى قوله في ذلك من غير فرق. وأيضا مشاهدة الفعل أدل في بيانه من الإخبار عنه(٦)، ولذا قيل في المثل النبوي: «ليس الخبر كالمعاينة(٧)».
= متعلقاً للتبيين؛ ولأجل ذلك اختلف في تعريفه. شرح غاية.
(١) والكلام بمعنى التكليم، واشتقاقه من بان إذا ظهر. ح. معيار.
(٢) ولو قال بدل: «يبين» «يعرف» لكان أجود؛ لأنك تعلم أن ذكر شيء من المحدود في الحد لا يصلح إلا أن يقال: إن المراد به معناه اللغوي فإنه يندفع الدور. قسطاس.
(٣) وفي القسطاس ما لفظه: شبهة الدقاق أن الفعل يطول، فلو بين به لزم تأخير البيان مع إمكان تعجيله، وأنه غير جائز. قلنا: وقد يطول البيان بالقول، فإن ما في ركعتين من الهيئات لو بين بالقول لاستدعى زماناً أكثر مما تُصلى فيه الركعتان، ولم سُلِّمَ فلسلوك أقوى البيانين لما مرّ من أن الفعل أدلّ. وأيضاً تأخير البيان لا يمتنع مطلقاً، وإنما يمتنع عن وقت الحاجة، وهذا لم يتأخر عنه فيجوز.
(٤) لفظ شرح المعيار للسيد داود: وإنما البيان بما يصحبه من القول الذي يؤخذ منه وجهه.
(٥) لجواز أن يكون ثمَّ حامل على السكوت، أو نحو ذلك كما تقدم.
(٦) ولا يبعد أن العدول إليه أولى لزيادة الدلالة، وإن كان كثير من أصحابنا يقولون: إذا تعارض الفعل والقول فالقول أولى. ح السيد داود.
(٧) رواه أحمد في مسنده بإسناد صحيح، والطبراني في الأوسط، والحاكم في مستدركه عن ابن عباس، والطبراني في الأوسط عن أنس، والخطيب في تاريخه عن أبي هريرة، ورفعوه. شرح غاية.