الكاشف لذوي العقول،

أحمد بن محمد لقمان (المتوفى: 1039 هـ)

[الأدلة الشرعية]

صفحة 66 - الجزء 1

  (وَلَيْسَ فِي القُرآنِ مَا لاَ مَعْنَى لَهُ(⁣١))، بل معانيه⁣(⁣٢) واضحة مستقيمة بَيِّنةٌ لا تخفى: إما حقيقية أو مجازية، لغوية⁣(⁣٣) أو شرعية⁣(⁣٤) أو عرفية⁣(⁣٥)، ويصح معرفة جميعها لكل واحد من المكلفين وإلا انتقض الغرض بالخطاب - أعني: فهمَ المعنى - وصار كخطاب العربي بالعجمية، وبالعكس⁣(⁣٦)، وذلك لا يليق بالحكيم تعالى.

  (خِلاَفًا لِلحَشْوِيَّةِ(⁣٧)) فإنهم قالوا في أوائل السور التي من الحروف المقطعة مثل: {حم}، {طس}، {آلم}: لا معنى لها⁣(⁣٨)، بل هي مثل: «كادث»، ونحوه من المهملات.

  وعندهم: أن القرآن إنما⁣(⁣٩) نُزِّل ليتلى فقط، من غير دلالة على معنى. وبطلانه ظاهر لا يخفى؛ إذ القرآن خطاب للنبي ÷، ولسائر المكلفين قطعًا، والخطابُ بما لا معنى له لا يصح؛ إذ لا يفيد.


(١) لأنه هذيان، وهو نقص، والنقص على الله تعالى محال. ح غ.

(*) كالمهملات. ح غ.

(٢) الظاهر أن يقال في موضع قوله: «بل معانيه ..» الخ: بل له معانٍ مستقيمة: إما حقيقية ... الخ؛ ولأن خلاف المخالف في ثبوت المعاني لجميع ألفاظ القرآن، لا في الظهور والوضوح، وكأن هذا مبني على قول من تأول كلام المخالف بأن مراده: أن له معنى، لكن لا نعلمه، وذلك مذكور في بعض شروح الجمع، والله أعلم.

(٣) كالصلاة بمعنى الدعاء.

(٤) كالصلاة لذات الأركان.

(٥) كالدابة فإنها صارت عرفا لذوات الأربع.

(٦) «والعكس» نخ.

(٧) فائدة: اختلف في الحشوية: فقيل: بإسكان الشين؛ لأن منهم المجسمة، والجسم محشو. وقيل: لكثرة روايتهم الأخبار وقبولهم لما ورد عليهم من غير إنكار، فكأنهم منسوبون إلى حشو الكلام. والمشهور: أنه بفتحها، نسبة إلى الحشا؛ لأنهم كانوا يجلسون أمام الحسن البصري في حلقته، فوجد كلامهم رديًّا، فقال: ردوا هؤلاء إلى حشا الحلقة، أي: جانبها، والجانب يسمى: حشا، ومنه: الأحشاء لجوانب البطن. ح غ.

(٨) والجواب: أن لها معانيَ؛ لكن اختلف المفسرون فيها؛ فقيل: أسماء للسور، وقيل: غير ذلك. س ل على ق.

(٩) عبارة مقدمة البحر نقلًا عنهم: في بعض القرآن.