فائدة
  وخلافًا للباطنية أيضًا، فإنهم يقولون: إن له معنى باطنًا غير المعنى الظاهر من دون دليل، كما يقولون: إن المراد بالبقرة في قوله تعالى: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً}[البقرة ٦٧] عائشة، ويقولون: إن المراد بـ {بِالْجِبْتِ(١) وَالطَّاغُوتِ}[النساء ٥١] أبو بكر، وعمر، إلى غير ذلك من الأباطيل الظاهرة.
  وبطلان ذلك ظاهر؛ إذ يخرج بذلك عن كونه عربيًّا، وقد قال تعالى: {قُرآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ}[الزمر ٢٨]، وذلك لأن الكلام العربي: هو ما استعمل في الأوضاع العربية(٢): حقيقة، أو مجازًا مع قرينة(٣) مرشدة؛ وما هو خلاف الظاهر ليس بحقيقة ولا مجاز، والله أعلم.
فائدة
  القرآن الشريف محفوظ من الزيادة والنقصان(٤) والتحريف، أعني: تبديل لفظ بلفظ آخر، ولا يُجَوَّزُ فيه شيء من ذلك؛ إذ في تجويزه هدمٌ للدين، إذ يلزم أنا لا نثق بشيء منه؛ لجواز التبديل والزيادة، ونقصان الناسخ وبقاء المنسوخ،
(١) الجِبت - بالكسر -: الصنم، والكاهن، والسحر، والذي لا خير فيه، وكل ما عبد من دون الله. قاموس.
(٢) أي: الموضوعات.
(٣) يعني: في المجاز.
(٤) فيكفر مدعي الزيادة والنقصان. شرح ابن حابس.
(*) عما في العرضة الأخيرة. فصول. كأنه أشار إلى ما ذكره الجزري، حيث قال: ولا شك أن القرآن نسخ منه أو غير فيه في العرضة الأخيرة، فقد صح النص بذلك من غير واحد من الصحابة، وروينا بإسناد صحيح عن زر بن حبيش، قال: قال لي ابن عباس: أي القراءتين تقرأ؟ قلت: الآخرة، قال: فإن جبريل كان يعرض القرآن على النبيء ÷، في كل عام مرة، قال: فعرض عليه في العام الذي قبض فيه النبيء ÷ مرتين، فشهد عبد الله - يعني: ابن مسعود - ما نسخ وما بدل، فقراءة عبد الله الآخرة. س ل.
(*) بإجماع بين المسلمين. فإن قيل: كيف يدعى الإجماع والإمامية مخالفون فيه؟ قلنا: لا اعتداد بخلاف الإمامية؛ لإلحادهم في الدين. فصول وشرح صلاح عليها. قوله: «يدعى ..» الخ قالت الإمامية: فيه زيادة ونقصان، قالوا: ولهذا يروى أن سورة الأحزاب كانت وقر بعير، وإنما يعرف زيادته ونقصه من أئمتهم. وقد رده القاضي عبد الله بوجوه أربعة جيدة. حاشية فصول.