منهج المستوى الثالث الإبتدائي،

مكتبة أهل البيت (ع) (معاصر)

(4) بيعة الرضوان

صفحة 108 - الجزء 1

(٤) بيعة الرضوان

  أرسل رسول الله ÷ قبل مفاوضته مع قريش عثمان بن عفان إلى مكة ليخبر قريشًا أن رسول الله ÷ لم يجئ لحرب أحد وإنما أتى زائرًا للبيت الحرام، فاحتبست قريش عثمان في مكة ثلاثة أيام، فبلغ الرسول ÷ انتشار خبر قتل قريش لعثمان، فقال رسول الله ÷: «لا نبرح حتى نناجز القوم» ودعا رسول الله ÷ الناس إلى البيعة فكانت بيعة الرضوان، قيل: بايعهم رسول الله ÷ على الموت، وقيل: بايعهم على أن لا يفروا، فبايعه المسلمون الذين كانوا معه ولم يتخلف منهم إلا رجل واحد هو الجد بن قيس، وكان منافقًا فاستتر. وكانت البيعة تحت شجرة في الحديبية.

  ثم بلغ رسول الله ÷ أن خبر قتل عثمان باطل، ثم لم يحصل بعد ذلك إلا تتابع رسل قريش إلى النبي ÷، ثم عقد الصلح بين الطرفين.

  وقد ذكر الله تعالى في سورة الفتح البيعة فقال سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ١٠} وقال سبحانه: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا ١٨ وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ١٩} علم الله تعالى صدق نيتهم في طاعة الرسول ÷ والصبر معه والجد في القتال فنزع الله تعالى الخوف من قلوبهم وملأها أمنًا وطمأنينة، وبشرهم على صدق نياتهم بفتح خيبر واستيلائهم على مغانمها الكثيرة التي فيها غناهم.

  ثم وعد الله تعالى وعد بشارة فقال: {وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ} أي: مغانم خيبر؛ لأنها بعد الصلح بحوالي شهرين كما سيأتي، {وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ} قيل: أهل مكة بالصلح، وقيل: أيدي