شرح وبيان لآيات وأحاديث وحكم علوية،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[أولياء الله]

صفحة 102 - الجزء 1

  ذلك كي تكون صلاة مقبولة تامة الفضل عظيمة الأجر، وكذلك الصيام نمسك ألسنتنا ونكف شرنا ونأكل الحلال الطيب كي لا يبطل أجرنا وتتحول الطاعات إلى معاصٍ مهلكة.

  نسأل الله السلامة من عدم القبول ومن المحبطات.

  ثم قال: «وإنه يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه» ما بالك بعمل يكون سبباً في حب الله لصاحبه كرم إلهي وعطاء رباني لمن ألقى سمعه وهو شهيد.

  «فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به، ولسانه الذي ينطق به، ويده التي يبطش بها» يتخرج الكلام هنا على معنيين: إما أن يصرفه الله عن سماع الخنى من القول وما يحصل بسببه الذنوب ويوقفه بتوفيقه ولطفه على ما يجلب به الحسنات.

  الوجه الثاني: أو يزيده الله تنويراً في قلبه فيفهم بسمعه من آيات الله وأحاديث رسول الله ما لا يدركه غيره وكذلك ببصره، والثاني أرجح لقول أمير المؤمنين: (حتى كأنهم يرون ما لا يرى الناس، ويسمعون ما لا يسمع الناس).

  وكذلك كلامه بلسانه يصوب الله آراءه ويسدد رميته بكلامه، ويكون من الذين عناهم الله بقوله: {أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ}⁣[المجادلة: ٢٢].

  وختم الحديث القدسي بقوله تعالى: «إن دعاني أجبته، وإن سألني أعطيته» نعم، لا تتم المآرب ولا تنال الرغائب إلا بعد تعب