شرح وبيان لآيات وأحاديث وحكم علوية،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[ثلاث من كن فيه ... الحديث]

صفحة 104 - الجزء 1

  لسان رسوله ÷، ثم الرحمة منه له الحمد والمنة وهي الرحمات المتتابعات؛ لأن الصلوات من الله هي الرحمات، ثم الخبر من الله ø للمسترجعين الصابرين الراضين بقضائه أنهم أصحاب الفلاح والهداية؛ لأنه لم يتلق المصيبة بالصبر والرضا طالباً من الله الرحمة والجزاء إلا عباده المؤمنون.

  والثانية: «وإذا أنعم الله عليه بنعمة حمد الله عند ذكره إياها» الشكر والحمد متقاربان ولا يجعلهما ذخيرة في الآخرة إلا أصحاب العقول الزكية والأعمال المرضية أهل الشيم والقيم يقول أمير المؤمنين #: (إن الحمد أفضل ما خزن وأرجح ما وزن)، قال تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ٧}⁣[إبراهيم]، فالشاكر للنعم هو من عرف ربه فعظمه، وهل زالت النعم إلا بترك الشكر من أهلها.

  نعم، يذكر الله الأنبياء À بخير ذكر فإذا قص قصة بعضهم قال: {إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا ٣}⁣[الإسراء].

  فعلى المؤمن أن ينظر في نعم الله عليه فإذا أراد بقاءها ونموها والزيادة عليها فليجعل الشكر ديدنه في ليله ونهاره، وفي حضره وأسفاره؛ رجاء في وعد الله وطمعاً فيما عنده، إن الله لا يخلف الميعاد، ولأن النعم لا تعد ولا تحصى، وحاجة الإنسان في حياته إلى بقائها.

  فعلى كل مؤمن أن يقيدها بالشكر وإذا أراد مقياساً دقيقاً للنعم كي يعرف ثمنها، فعليه أن يتصور بنظره الدقيق كيف لو فقدها