[ثلاث من كن فيه ... الحديث]
  وسوف يزيده ذلك بصيرة في شكر الله عليها، كيف لو أزهقت روح ولده المحبوب بأي مصيبة أو زوجته، أو فقد سمعه أو بصره أو إحدى رجليه أو يديه، أو حرقت سيارته، أو هدم داره أو غير ذلك من نعم الله عليه فإنه بذلك المقياس يستشعر نعمة الله عليه، فقول رسول الله ÷ في الحديث شامل لخصال الحمد.
  ثم قال ÷ في الثالثة: «وإذا أذنب استغفر الله» نعمة من الله سبحانه على عباده بأن جعل الاستغفار غسيلاً من الذنوب المهلكات وطهوراً لصحائفنا من الخطايا والسيئات، فكم يا ذنوب يقع فيها الإنسان بسمعه وبصره ولسانه وبضميره، وكذلك بما ملكه الله من نعمه.
  والذي يوضح شناعة الذنوب وقبحها أن الإنسان لا يعصي الله ø إلا بنعمه ومن أجل ذلك تعظم المعاصي بقدر ما تساوي النعم.
  فالمكر والغدر والنوايا السيئة تكون بالعقل، ومن يستطيع أن يحدد قيمة العقل، فعلينا جميعاً أن نتوب إلى الله عما وقعنا فيه من الزلات بعقولنا وأن نعرف قدر نعمة الله بالتوبة علينا، فله الحمد والمنة على كل حال.
  نعم، الذنوب قبيحة لعدة أسباب:
  ١ - المجاهرة لربنا بها وتخفينا من خلقه وهو الذي لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء.
  ٢ - لإرضائنا بها للشيطان لعنه الله عدو الله وعدونا.