شرح وبيان لآيات وأحاديث وحكم علوية،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[نعم الدنيا]

صفحة 108 - الجزء 1

  ثم قال ÷: «وما من نعيم إلا وله زوال إلا نعيم أهل الجنة» صدق ÷ لا يعقب العافية إلا البلاء ولا الشباب إلا الشيخوخة والفناء، ولا الحياة الطيبة بين الأهل والأولاد في المساكن إلا الرحيل إلى دار الأموات وأبلغ العضات إلى يوم النشور.

  كم من صحيح تمتع بالعافية أصبح سقيماً، وغنياً صار فقيراً، وآمناً بات خائفاً، وجميلاً كان في منظره أصبح ذميماً، إلا نعيم أهل الجنة، فإنه لا يزول، مضمون بضمان الله جلت قدرته، حياة أبدية سرمدية يصحبها الشباب في منتهاه والغنى بجميع ما يتمناه، راحة قلبية لا يوجد لها في هذه الدنيا مثيل من مساكن بنيت لتبقى لا لتبلى، صنعها الله بقدرته وأثبتها، وعلى حافة الأنهار وفوق جبال الحمد أرسى قواعدها، نورها يضيء لأهل الجنة كإضاءة الشمس لأهل الدنيا، يسكنها خيرات حسان، هن في جمالهن وأخلاقهن وصورهن أشكال وألوان، نظرة الواحدة لمعشوقها تشفي الأسقام وتروي الضمآن، البِرُّ بحذافيره جُمِعَ فيهن لأزواجهن، لو كان شيئاً يطرب ويسكر من غير شراب لكان ذلك بسماتهن ونظراتهن، نعومة في الخدود لا يوجد لها في هذه الدنيا نظير.

  من الذي كساهن وخلق كسوتهن؟ إنه اللطيف الخبير، وكل ذلك بين البساتين الواسعة والثمار اليانعة مع ما هنالك من الأنهار من جميع الأشربة.

  كل واحد من سكانها مَلِك وله خدم غني عن كل أحد، في