شرح وبيان لآيات وأحاديث وحكم علوية،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[البخل جامع لمساوئ العيوب]

صفحة 146 - الجزء 1

  يزبرون ما صدر من جَنَانه وخرج من لسانه، ووراءه موت الأبدان ونقلها إلى أبغض مكان، وما بعد ذلك أدهى وأمر من العرض على الملك الجبار، فالربح الجنة والخسران النار.

  فلا يغتر بمدح المادحين وإن كانوا من أهل التقوى إلا من عقله كعقول سفهاء الأحلام، الذين لا يفرقون بين حلال ولا حرام، يحكمون بالظاهر والعلم عند عالم الغيب والشهادة.

  فاحذر لا تكن مذبوحاً بالمدائح وأنت تعلم أن صحيفتك قد طفحت بالفضائح، وما عسى أن ينفعك المادحون إذا جاءت كل نفس تجادل عن نفسها، ومعها سائق وشهيد، جاءت إلى موطن الويلات والحسرات في يوم تبلى فيه السرائر ويظهر ما حوته الضمائر.

  اللهم استرنا بسترك يوم العرض، واغفر زلاتنا آمين رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين.

[البخل جامع لمساوئ العيوب]

  ومن حكمه # ونصائحه قوله: (البخل جامع لمساوئ العيوب، وهو زمام يقاد به إلى كل سوء):

  البخل والحرص مذمومان عند ربنا سبحانه وتعالى، وعند جميع الأنبياء، وعند أصحاب العقول الزكية، وخير الأمور أوسطها لا إفراط ولا تفريط.

  نعم، البخل يقود صاحبه إلى منع الواجب من الإنفاق على من يعول، ومنع الحقوق لأرحامه وضيفه، ومنع الحقوق التي تجب عليه في أمواله.