[المرء مخبوء تحت لسانه]
  وأيضاً فإنه يغري غيره بالبخل خاصة من اقتدى به، ولا يلقي لوعد الله بالخلف بالاً، والله سبحانه وتعالى يقول: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ}[سبأ: ٣٩]، {وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ}[المزمل: ٢٠]، وقول رسول الله ÷: «ما نقص مال من صدقة» ونحو ذلك.
  فالبخل ينافي التوكل على الله، ويكون صاحبه مذموماً عند الصغير والكبير، والقريب والبعيد، البخيل يعيش عيش الفقراء، ويحاسب محاسبة الأغنياء كما قال أمير المؤمنين #، فانظر إلى قوله #: (البخل جامع لمساوئ العيوب) فإنك ترى البخيل يفرح بما أخذ من حقوق الآخرين، ولا يبالي بما يقال في عرضه، ويعتبر الكرم من غيره إسرافاً وتفريطاً، يريد أن يكون الناس على طريقته مقتفين، قال الله تعالى: {وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ٢٣ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ٢٤}[الحديد]، وقال النبي ÷: «البخل شجرة في النار».
  اللهم قُدْ بنواصينا إلى الإنفاق في باب كل خير آمين يا رب العالمين.
[المرء مخبوء تحت لسانه]
  ومن حكمه # قوله: (المرء مخبوء تحت لسانه):
  درة ثمينة يتنافس في معرفة ثمنها صاغة هذا الشأن، كم حوت من الجواهر النفيسة، تزهر شيئاً فشيئاً حتى ملأ نورها الآفاق، وتنافس في هوايتها جميع العشاق، ينفح ريحها العبق إذا ذكرت على