شرح وبيان لآيات وأحاديث وحكم علوية،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[لا صواب مع ترك المشورة]

صفحة 159 - الجزء 1

  هماً واحداً كفاه الله سائر الهموم، وأتته الدنيا وهي راغمة».

  أما من همهم جمع المال وسواء من حله أو من غير حله، فالبركة من أرزاقهم منزوعة، ولا عناية لهم ولما في أيديهم من خالقهم ورازقهم؛ لأنهم نسوا الله فنسيهم، وتركوا السبب في الحفظ وهو الورع فوكلهم إلى أنفسهم، فالتلف على ما في أيديهم مسلط بأي سبب من الأسباب.

  نسأل الله بمنه وجوده أن يقنعنا بما رزقنا، وأن يجعلنا عن حقوق الخلق وأعراضهم متورعين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين.

[لا صواب مع ترك المشورة]

  ومن حكمه #: (لا صواب مع ترك المشورة):

  قال الله تعالى: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ}⁣[الشورى: ١٥٩]، أراد سلام الله عليه أن من ينفرد برأيه في كل أحواله لا بد وأن يفقد الصواب في بعض أموره، ومن كان كذلك فإنه مغرور بنفسه، معجب برأيه، فلا بد أن تزل به في بعض أحواله القدم، ويتجرع يوماً ما كأس الندم، فالعاقل لا يترك مشورة أصحاب العقول الزكية والأخلاق المرضية، وكما قيل: «في كل رأس حكمة»، ولا ينبغي الاقتصار في المشورة لا سيما في الأمور المهمة على واحد ولا على اثنين، فمن استشار الرجال شاركها في عقولها.