شرح وبيان لآيات وأحاديث وحكم علوية،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

ويقول الله تقدست أسماؤه: {ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا 27 ياويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا 28 لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا}

صفحة 16 - الجزء 1

  وأراد الله منه أن يكون راعياً وهو مسؤول عن رعيته، نعم هو وما استرعاه الله من العمل بمثابة سائر في طريق طويلةٍ ومحبوبهُ ومطلوبه في نهايتها غير أن فيها بعض المتاعب من صعود وهبوط فإن هو تحمل السفر مع تلك المتاعب وصل إلى محبوبه، وإن هو غيَّر اتجاهه فلن يزداد من محبوبه ومطلوبه إلا بعداً.

  كذلك الداعي إلى دين الله والقاضي حوائج الناس والمدرس لكتب العلم والمصلح بين الناس وكل من يتولى إدارة عمل ديني وغير ذلك فلا يحصل على الخير الكثير إلا بعد التعب والعناء والاستمرار والمواصلة حتى يصل إلى غايته وبغيته وضالته المنشودة، نسأل الله العون والتوفيق والهداية إنه على ما يشاء قدير، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين.

  الموافق ١٢/ رجب/ ١٤٣٩ هـ.

  

  ويقول الله تقدست أسماؤه: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا ٢٧ يَاوَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا ٢٨ لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا ٢٩}⁣[الفرقان]:

  {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ} العض هنا كناية عن الندم الذي بلغ منتهاه، ندمٌ في وقتٍ علم صاحبه أنه من أهل النار قطعاً، ندمٌ لا يعقبه فرح ولا سرور بل يعقبه العذاب الأليم وأنواع الشرور،