شرح وبيان لآيات وأحاديث وحكم علوية،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

ويقول الله تقدست أسماؤه: {ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا 27 ياويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا 28 لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا}

صفحة 18 - الجزء 1

  الْغَرُورُ ١٤ فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ١٥}⁣[الحديد]، عند ذلك يعلم ويتيقن كل ظالم بالهلاك، {كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ ١٦٧}⁣[البقرة].

  وفي تلك المواطن يتذكر من أغواه قائلاً: {يَاوَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا ٢٨ لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا ٢٩} تذكر شيطانه من الإنس، الذي آثر رضاه على رضا الله، تذكر قرينه الذي زين له المعاصي، زين له ظلم نفسه وظلم الناس أو أحدهما قائلاً: {لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي}، الشيطان لعنه الله شريك للظالم في إضلال نفسه، وهو الذي جعل للشيطان مدخلاً عليه؛ بدليل قوله تعالى: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ٣٦}⁣[الزخرف]، {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ ...} الآية [إبراهيم: ٢٢]، انظر في حال من أطاع الشيطان هذا حاله.

  نقطة مهمة ينبغي على كل عاقل أن يمعن بنظره فيها، وهي: أن الكثير والجم الغفير إذا مرّت ومشت له المغالطة وإن كان من المحافظين على الصلوات وفي جماعات والبعض يكونون طلبة علم فلا يبالي بمراقبة علام الخفايا وخصَّاص الضمائر، وكأن الذي يتولى