شرح وبيان لآيات وأحاديث وحكم علوية،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

{قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم 53 وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون}

صفحة 19 - الجزء 1

  أمره ومحاسبته يوم القيامة هم الذين تسَتَّر عنهم وأوهمهم، وما ذلك إلا لقلّة الدين واليقين، وعدم المعرفة برب العالمين وإلا لتاب عند الله واعتذر عند من ظلمه في نفسه أو حقه، ولم يبال بقول القائلين، فالله هو الذي يرفعه مع التوبة النصوح وإن أراد الناس ضعته {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ١٢٨}⁣[النحل].

  نسأل الله الخلاص من حقوق خلقه، وأن يقبل توبتنا، ويغفر ذنوبنا، وأن يختم لنا بالحسنى، ويوفقنا للتي هي أزكى، إنه على ما يشاء قدير.

  

  {قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ٥٣ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ٥٤}⁣[الزمر]:

  لله الحمد والمنة على رحمته الواسعة ونعمه السابغة: {قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} سبحانك يا أرحم الراحمين وجل شأنك يا أكرم الأكرمين ما أرأفك بعبادك حين ناديت المسرفين بألطف نداء، ونهيتهم ألا يقنطوا من رحمتك، وفرجت عنهم الشدائد بإخبارك أنك تغفر الذنوب جميعاً، فما عذر الإنسان إذا تمادى في غيِّه، وتعامى عن كرم ربه وهل بقي عذر لعاصٍ أو حجة.