شرح وبيان لآيات وأحاديث وحكم علوية،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

{ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم}

صفحة 21 - الجزء 1

  فيا صاحب العقل السليم، راجع نفسك وحدثها كم أحضرت عقلك في صلاتك؟ نحن في صلاتنا أجساد بلا أرواح، همنا فيها الخلاص منها والنهاية، شبيه المجبور على عمل وهو له كاره، وقد شملت كثيراً من الخير، بل كل الخير مودع فيها لو عقلنا عن ربنا نعمته البالغة ومنَّته السابغة، فكم للتكبير والتحميد والتسبيح من فضل عند الله، وكذلك قراءة القرآن والركوع والسجود، وهي الصلة بين العبد وربه، وهي عمود الدين، نور في الوجوه، وتاج على رأس صاحبها يوم القيامة بشرط أن تكون صلاة مقبولة.

  نستغفر الله العظيم من كل ذنب وغفلة، ونسأله رحمة واسعة وعفواً عظيماً، إنه أرحم الراحمين، آمين رب العالمين.

  

  {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}⁣[الحجرات: ١٣]:

  نادى الله في هذه الآية بني آدم مؤكداً لهم ومخبراً لهم أن أصلهم من آدم وحواء، وأنه بقدرته جعلهم شعوباً كما يقال: شعب مصر وشعب اليمن وشعب العراق، وقبائل وكل ذلك جعله ربنا كذلك من أجل التعارف، وإلا فالأصل واحد من ذكر وأنثى، وأصل الأصل من التراب وإليه يعود.

  ثم بين سبحانه وتعالى الذي من أجله نادانا وإليه ندبنا وله خلقنا وهو قوله تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} فالتقوى لا