قوله تعالى: {إن الله وملائكته يصلون على النبي ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما 56}
  نعم، الله سبحانه يريد للمؤمنين الخير الكثير والمكسب الكبير، وذلك بالصلاة على رسوله وعلى آله، وأخبرنا سبحانه بعظم هذه العبادة ومالها من الفضل عنده سبحانه، ويكفي من الأدلة القاطعة على فضلها ومكانتها أن الله أمرنا بأن نتأسى به وبملائكته $، وكفى بذلك عزاً ومفتخراً، وأردف ذلك بالنداء لأوليائه المؤمنين {صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ٥٦} فلا يتغافل عن الإكثار من الصلوات عليه إلا محروم كما أخبرنا بفضل الصلاة عليه وآله من ذلك أنها ثقل في الميزان، ومن ذلك أن الدعاء يتوقف حتى يُصلَّى على النبي وآله، ومن ذلك قوله: «من صلى علي مائة مرة قضى الله له مائة حاجة ثلاثين لدنياه وسبعين لآخرته»، ومن ذلك قوله ÷: «من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشر صلوات، ومحا عنه عشر سيئات، وأثبت له عشر درجات، واستبق ملكاه الموكلان به أيهما يبلغ روحي منه السلام».
  فعليك أيها المؤمن أن تجعل الصلاة على رسول الله وآله خليقة من خلائقك الحميدة وتعتقد بقلبك أن ذلك من المكاسب المفيدة وتقول: كيف لا ألبي داعي الله وقد دعاني لما يحييني من الصلاة على أشرف مخلوق من الثقلين وهو نبيي وحبيبي وقرة عيني الذي بذل كل رخيص وغالي في حياته حتى أوصل إلينا الدين القويم وأوقفنا به على الصراط المستقيم، ولم يطلب منا مقابل ذلك إلا المودة في القربى {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}[الشورى: ٢٣]، ~ وآله أبداً وسرمداً إلى يوم الدين.