شرح وبيان لآيات وأحاديث وحكم علوية،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

{القارعة 1 ما القارعة 2 وما أدراك ما القارعة 3 يوم يكون الناس كالفراش المبثوث 4 وتكون الجبال كالعهن المنفوش 5 فأما من ثقلت موازينه 6 فهو في عيشة راضية 7 وأما من خفت موازينه 8 فأمه هاوية 9 وما أدراك ما هيه 10 نار حامية 11}

صفحة 60 - الجزء 1

  قال تعالى: {فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ ١٠١}⁣[المؤمنون].

  فالسعيد والحاذق وصاحب العقل من عقلها اليوم وما يعقلها إلا العالمون، صوّر في نفسك ذلك اليوم وأنك تطالب بحق من حقوق العباد كيف يكون حالك ولا يوجد معك نقير ولا قطمير، وصور نفسك وقد جاء دورك في الحساب وإذا بالملائكة آخذين بيديك إلى سجل الحساب إلى محل الربح والخسارة ربح إلى الجنة أو خسارة إلى النار، صدق الله العظيم: {وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ ٤٣}⁣[إبراهيم].

  فريق يساقون إلى جنة الله التي أعدت لهم في رغد العيش وقرار النعمة ومنتهى الطمأنينة أُبدلوا من بعد خوفهم أمناً لشدة ما عاينوا من حال الأمم في المحشر فحين أيقنوا بالنجاح وفازوا بالفلاح كادت قلوبهم أن تطير فرحاً.

  {فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ ٦ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ ٧} أما الفريق الآخر فما وراءهم إلا الخسران والويلات، دقة في الحساب ما قد عرفوا لها مثيلاً، لم يعهدوا في الدنيا نطق الجوارح ولا حساب الضمائر شيء لا يعرفه إلا من رآه {وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ ٨ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ ٩ وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ ١٠ نَارٌ حَامِيَةٌ ١١}.

  نسأل الله السداد وحسن الخاتمة، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين.