[أفضل الأعمال]
  ومن أعظم الدلائل على أنه سميع بصير ما خلق لها من حواس السمع والبصر واختلاف ألسنتها، نظام واحد بديع، تحتار فيه كل العقول.
  انظر من الذي لوَّنها وصبغها بتلك الألوان الباهرة، التي تروق لأعين الناظرين، وتنشرح للنظر إليها صدور العارفين، {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ ٧١}[يس].
  كذلك النبات الذي يخرج من الأرض، الله عالم بصغيره وكبيره، {يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ٤}[الحديد].
  العنب أصناف مختلفة في أشكاله وألوانه ومنافعه وطعمه، من الذي صبغ الأبيض منه بالبياض؟ والأسود بالسواد؟ والأحمر بالحمرة؟ فهذا العنقود حباته مدورة سود، وذلك مدورة حباته بيض، وآخر حبته مستطيلة، خالف جلت قدرته بين طعمها وبين منافعها، يعلم الفوارق سبحانه وتعالى بين أثمانها، وجعل للإنسان ذوقاً وشهوة يفرق بين غاية محبوبها وما دونه في ذوقها، من أين خلقت هذه الأشياء؟ ومن الذي خلقها؟ إلا رب موجود، قادر عليم، حي سميع بصير، {وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ ٣٣ وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ ٣٤ لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا