[الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر]
  كذلك من دفعه دافع الإيمان وحركته الغيرة عندما يشاهد الصلاح والنماء والهداية في البلدان الأخرى، فإنه لا بد له من العزيمة القوية والصبر والتحمل لكلام الطاعنين ومعارضة المعارضين، ومن فعل ذلك فقد أخذ بأقوى الأسباب للحصول على تأييد الله وعونه وقهر الشيطان الرجيم وحزبه، وصدق الله العظيم حين قال ø: {وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ١٢٨}[الأعراف].
  كم عارض المعارضون الجهال داعي الله في أي بلد وبعد فترة من الفترات تحولت عداوتهم إلى ثناء على ذلك الداعي قائلين: لولا ذلك الشخص لكنا عمي البصائر وجهلاء، لكن ببركة ذلك الشخص تعلمنا وتعلم أولادنا ونساؤنا وسلمنا من التظالم ومن قطيعة الأرحام، فقد حول الله عداوتهم إلى محبة، وبغضهم إلى رحمة، وصدق أرحم الراحمين: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا ٩٦}[مريم].
  فالواجب على كل مؤمن تقي وصاحب عقل زكي أن يكون الفائز بصلاح مجتمعه ولو دفع أغلى الأثمان، وما عليه إلا فعل الأسباب وسيعينه الله ويفتح الله له الأبواب فيكون سبباً في عمل المعروف من الواجبات وترك المنكر من المحرمات، وكما ورد: «نية المؤمن خير من عمله» {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ}[الحج: ٤٠]، {وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ٤١}[الحج: ٤١]، وصلى الله وسلم على أنبياء الله وعلى نبينا محمد وآله الطاهرين.