السادس: الزمن المبهم المضاف لجملة
  يروى «على حين» بالخفض على الإعراب، و «على حين» بالفتح على البناء، وهو الأرجح؛ لكونه مضافا إلى مبني، وهو عاتبت(١).
  والثاني: إذا كان المضاف إليه جملة فعلية فعلها معرب، أو جملة اسمية؛ فالأول كقوله تعالى: {هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ}[المائدة، ١١٩]، فيوم: مضاف إلى ينفع، وهو فعل مضارع، والفعل المضارع معرب كما تقدم، فكان الأرجح في
المضاف إليه، كما يكتسب منه التذكير والتأنيث، وبيان ذلك أن المضاف إذا كان مذكرا والمضاف إليه مؤنثا، جاز في المضاف وجهان: أحدهما التذكير نظرا إلى أصله، والثاني التأنيث نظرا إلى المضاف إليه، وعليه جاء قول الشاعر، وهو ذو الرمة:
مشين كما اهتزّت رماح تسفّهت ... أعاليها مرّ الرّياح النّواسم
الشّاهد فيه: قوله «تسفهت ... مر الرياح» حيث ألحق تاء التأنيث بالفعل الذي هو تسفهت المسند إلى مر الرياح، والمر مذكر، لكنه مضاف إلى الرياح وهي مؤنثة، فاكتسب التأنيث من المضاف إليه.
ومثله قول الآخر، وهو الأعشى ميمون بن قيس:
وتشرق بالقول الذي قد أذعته ... كما شرقت صدر القناة من الدّم
حيث أنث «شرقت» المسند إلى «صدر» وصدر مذكر، لكنه مضاف إلى القناة المؤنث، فاكتسب منه التأنيث، وكذلك العكس، ومنه قوله تعالى في بعض تخريجاته {إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ.}
ومثل ما أنشدناه من الشواهد قول جرير:
لمّا أتى خبر الزّبير تضعضعت ... سور المدينة والجبال الخشّع
فقد ألحق تاء التأنيث بالفعل الذي هو تضعضعت مع أن فاعله مذكر وهو سور المدينة لكون هذا الفاعل مضافا إلى مؤنث.
ونظير هذه الشواهد قول الشاعر، وينسب إلى مجنون ليلى:
وما حبّ الدّيار شغفن قلبي ... ولكن حبّ من سكن الدّيارا
فقد أعاد ضمير النسوة على حب الديار مع أنه مذكر لكونه مضافا إلى مؤنث وهو الديار.
(١) هو في الحقيقة مضاف إلى جملة «عاتب» وفاعله، ففي عبارة المؤلف هنا تسامح.