شرح شذور الذهب،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

المنادى المفرد، وتفصيل الكلام في المنادى بأنواعه

صفحة 146 - الجزء 1

  والشبيه بالمضاف: هو ما اتصل به شيء من تمام معناه، كقولك: «يا كثيرا برّه» و «يا مفيضا خيره» و «يا رفيقا بالعباد»⁣(⁣١).

  والنكرة كقول الأعمى: «يا رجلا خذ بيدي» وقول الشاعر:

  ٥١ - أيا راكبا إمّا عرضت فبلّغن ... نداماي من نجران أن لا تلاقيا

  ويجوز في المنادى المستحق للضم أن ينصب إذا اضطرّ إلى تنوينه، كقول الشاعر:


٥١ - هذا بيت من الطويل لعبد يغوث بن وقاص الحارثي، من كلمة له يقولها وقد أسرته التيم في يوم الكلاب - بضم الكاف وفتح اللام مخففة بوزن الغراب - وقد أنشد المؤلف صدر البيت في أوضحه (رقم ٤٣٤) وأنشده كله في القطر (رقم ٨٣) وكذا ابن عقيل (رقم ٣٠٢) والأشموني في باب النداء، وسيبويه (ج ١ ص ٣١٢).

اللّغة: «عرضت» أتيت العروض وهو مكة والمدينة وما حولهما، وقيل: هي جبال نجد، «نداماي» الندامى - بوزن السكارى - جمع ندمان، وهو النديم، وقيل: هو الجليس المصاحب مطلقا، «نجران» مدينة بالحجاز من شق اليمن.

الإعراب: «أيا» حرف نداء، «راكبا» منادى منصوب بالفتحة الظاهرة، «إما» هذه لفظة مركبة من كلمتين: الأولى إن، والثانية ما، فأما إن فهي حرف شرط جازم وأما ما فهي زائدة، «عرضت» عرض: فعل ماض فعل الشرط، وتاء المخاطب فاعله، «فبلغن» الفاء واقعة في جواب الشرط، وبلغ: فعل أمر، مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت، ونون التوكيد حرف لا محل له من الإعراب، وجملة فعل الأمر وفاعله في محل جزم جواب الشرط، «نداماي» ندامى: مفعول به لبلغ، وياء المتكلم مضاف إليه «من نجران» جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من ندامى، «أن» مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير شأن محذوف، والتقدير: أنه، أي: الحال والشأن، «لا» نافية للجنس «تلاقيا» تلاقي: اسم لا مبني على الفتح في محل نصب، والألف للإطلاق، وخبر لا محذوف، والجملة من لا واسمها وخبرها في محل رفع خبر أن، والجملة من أن واسمها وخبرها في محل نصب مفعول به لبلغ.


(١) أشار المؤلف بالتمثيل للشبيه بالمضاف بثلاثة أمثلة إلى أنه لا فرق بين أن يكون ما يتصل بالمنادى مرفوعا على الفاعلية كالمثال الأول، أو يكون منصوبا على المفعولية كالمثال الثاني، أو مجرورا بحرف جر يتعلق بالمنادى كالمثال الثالث؛ وبقي مثال رابع، وهو أن يكون قد عطف عليه ما يتم به معناه، نحو: يا ثلاثة وثلاثين، إذا سمي به.