ألفاظ الموصول ستة أقسام
  اللهِ} والمعنى أنه سبحانه حقيق بالحمد على ما خلق؛ لأنه ما خلقه إلا نعمة، ثم الذين كفروا بربهم يعدلون فيكفرون نعمته.
  ثم قلت: وهو «الذي» و «التي» وتثنيتهما، وجمعهما و «الألى» و «الذين» و «اللّاتي» و «اللّائي» وما بمعناهنّ، وهو «من» للعالم، و «ما» لغيره، و «ذو» عند طيّئ، و «ذا» بعد ما أو من الاستفهاميّتين إن لم تلغ، و «أيّ» و «أل» في نحو الضّارب والمضروب.
  وأقول: لما فرغت من حدّ الموصول شرعت في سرد المشهور من ألفاظه:
  والحاصل أنها تنقسم إلى ستة أقسام؛ لأنها إما لمفرد، أو مثنى، أو مجموع، وكل من الثلاثة إما لمذكر، أو لمؤنث.
  فللمفرد المذكر «الذي» وتستعمل للعاقل وغيره؛ فالأول نحو {وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ}[الزمر، ٣٣]، والثاني نحو: {هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ}[الأنبياء، ١٠٢] ولك في يائه وجهان: الإثبات، والحذف؛ فعلى الإثبات تكون إما خفيفة فتكون ساكنة، وإما شديدة فتكون إما مكسورة، أو جارية بوجوه الإعراب، وعلى الحذف فيكون الحرف الذي قبلها إما مكسورا كما كان قبل الحذف، وإما ساكنا.
  وللمفرد المؤنث «التي» وتستعمل للعاقلة وغيرها؛ فالأول نحو: {قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها}[المجادلة، ١] و «قد» هنا للتوقع؛ لأنها كانت تتوقع سماع شكواها وإنزال الوحي في شأنها و «في» للسببية أو الظرفية، على حذف مضاف: أي في شأنه، والثاني نحو: {سَيَقُولُ السُّفَهاءُ مِنَ النَّاسِ ما وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كانُوا عَلَيْها}[البقرة، ١٤٢] أي: سيقول اليهود ما صرف المسلمين عن التوجّه إلى بيت المقدس، ولك في ياء «التي» من اللغات الخمس ما لك في ياء «الذي».
  ولمثنى المذكر «اللّذان» رفعا، و «اللّذين» جرّا ونصبا.
  ولمثنى المؤنث «اللّتان» رفعا، و «اللّتين» جرّا ونصبا.
  ولك فيهنّ تشديد النون، وحذفها، والأصل التخفيف والثبوت.