شرح شذور الذهب،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

الموصولات العامة

صفحة 177 - الجزء 1

  ولجمع المذكر «الألى» بالقصر والمد⁣(⁣١)، و «الذين» بالياء مطلقا، أو بالواو رفعا.

  ولجمع المؤنث «اللّائي» و «اللّاتي» بإثبات الياء وحذفها فيهما، وقد قرئ والئى يئسن [الطلاق، ٤] بالوجهين، ولم يقرأ في السبعة {وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ}⁣[النساء - ١٥] إلا بالياء؛ لأنه أخف من «اللائي»؛ لكونه بغير همزة.

  ومن الموصولات موصولات عامة في المفرد المذكر وفروعه، وهي:

  «من» وأصل وضعها لمن يعقل، نحو: {أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمى}⁣[الرعد - ١٩].

  و «ما» لما لا يعقل نحو: {ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَما عِنْدَ اللهِ باقٍ}⁣[النحل - ٩٦].

  و «ذو» في لغة طيئ، يقولون: «جاءني ذو قام».

  و «ذا» بشرطين؛ أحدهما: أن يتقدم عليها «ما» الاستفهامية، نحو: {ما ذا أَنْزَلَ


(١) من شواهد المد قول الشاعر (وهو الشاهد رقم ٥٩ الذي سبق ذكره):

أبى الله للشمّ الألاء كأنّهم ... سيوف أجاد القين يوما صقالها

ومن شواهد القصر قول الآخر:

نحن الألى فاجمع جمو ... عك ثمّ وجّههم إلينا

يريد نحن الأولى عرفوا بالشجاعة وقهر الأعداء، هذا في جمع المذكر العاقل، وقد تستعمل هذه الكلمة في جمع المذكر غير العاقل، ومن ذلك قول الشاعر:

تهيّجني للوصل أيّامنا الألى ... مررن علينا والزّمان وريق

وربما استعملت هذه الكلمة في جمع المؤنث العاقل، ومنه قول مجنون ليلى:

محا حبّها حبّ الألى كنّ قبلها ... وحلّت مكانا لم يكن حلّ من قبل

ومثله قول الآخر:

فأمّا الألى يسكنّ غور تهامة ... فكلّ فتاة تترك الحجل أقصما

وقد تستعمل في جمع المؤنث غير العاقل، ومنه قول الشاعر:

وتبلي الألى يستلئمون على الألى ... تراهنّ يوم الرّوع كالحدإ القبل

الشاهد في قوله «على الألى تراهن - إلخ» فإنه عنى بذلك الأفراس التي يركبها الذين يستلئمون: أي يلبسون اللأمة، وهي - بفتح اللام وسكون الهمزة - أداة الحرب.