شرح شذور الذهب،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

الأول: المفعول به

صفحة 244 - الجزء 1

  والمنصوب بالزم أو باتّق: إن تكرّر أو عطف عليه، أو كان «إيّاك» نحو «السّلاح السّلاح» و «الأخ الأخ» ونحو «السّيف والرّمح» ونحو «الأسد الأسد» أو «نفسك نفسك» ونحو {ناقَةَ اللهِ وَسُقْياها} و «إياك من الأسد».

  والمحذوف عامله، والواقع في مثل أو شبهه (١) نحو «الكلاب على البقر» و «انته خيرا لك».

  وأقول: من المفعولات التي التزم معها حذف العامل: المنصوب على الاختصاص، وهو كلام على خلاف مقتضى الظاهر، لأنه خبر بلفظ النداء.

  وحقيقته: أنه اسم ظاهر معرفة قصد تخصيصه بحكم ضمير قبله.

  والغالب على ذلك الضمير كونه لمتكلم - نحو أنا، ونحن - ويقلّ كونه لغائب والباعث على هذا الاختصاص: فخر، أو تواضع، أو بيان.

  فالأول كقول بعض الأنصار:

  ١٠٢ - لنا معشر الأنصار مجد مؤثّل ... بإرضائنا خير البريّة أحمدا


١٠٢ - هذا بيت من الطويل، ولم أجد من عين هذا الأنصاري قائل هذا البيت.

اللّغة: «معشر» المعشر: الجماعة، «مؤثل» - بضم الميم وفتح الهمزة وتشديد الثاء المثلثة - هو المجد الأصيل العظيم، وقد فسره الشارح بما له أصل، وقال امرؤ القيس:

ولكنّما أسعى لمجد مؤثّل ... وقد يدرك المجد المؤثّل أمثالي

الإعراب: «لنا» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم، «معشر» منصوب على الاختصاص بفعل محذوف، ومعشر مضاف، و «الأنصار» مضاف إليه، «مجد» مبتدأ مؤخر، «مؤثل» صفة لمجد، «بإرضائنا» الباء حرف جر، إرضاء: مجرور بالباء، والجار والمجرور متعلق بمحذوف صفة لمجد، وإرضاء مضاف وضمير المتكلم عن نفسه وغيره مضاف إليه، مبني على السكون في محل جر، وله محل رفع آخر؛ لأنه فاعل المصدر الذي هو إرضاء، «خير» مفعول به لإرضاء،


(١) في بعض النسخ «والمحذوف عامله الواقع في مثل أو شبهه» بدون واو قبل «الواقع» على أن هذه العبارة يراد بها شيء واحد، وفي بعض النسخ بالواو على أن المراد بالعبارة شيئان؛ أحدهما: الواقع في مثل كالذي مثل به المصنف، والآخر: المحذوف عامله وجوبا كالمصدر النائب عن فعله وكالحال المؤكدة لمضمون جملة.