شرح شذور الذهب،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

الخامس: المفعول معه

صفحة 264 - الجزء 1

  ١١٤ - يا أيّها الرّجل المعلّم غيره ... هلّا لنفسك كان ذا التّعليم

  ابدأ بنفسك فانهها عن غيّها ... فإذا انتهت عنه فأنت حكيم

  فهناك يسمع ما تقول ويشتفى ... بالقول منك وينفع التّعليم

  لا تنه عن خلق وتأتي مثله ... عار عليك إذا فعلت عظيم


جماعة من النحاة منهم سيبويه (ج ١ ص ٤٢٤) ونسبه للأخطل، وذكر الأعلم في شرح شواهده أنه لأبي الأسود، ومنهم الأشموني في باب إعراب الفعل، والمؤلف في أوضحه (رقم ٤٩٩) وفي القطر (رقم ٢٣) وابن عقيل (رقم ٣٣٤) وقد نسبه أبو هلال العسكري في جمهرة الأمثال (٢/ ٢٧٩) إلى المتوكل الليثي من أبيات ذكرها، وأنشد ابن عبد ربه في العقد (٢/ ٣٠٠ اللجنة) البيت الرابع من هذه الأبيات ونسبه إلى المتوكل الليثي أيضا، وذكر الرابع فالثاني (٢/ ٣١١ اللجنة) غير منسوبين إلى معين، ووجد في بعض نسخ الشرح زيادة بيتين بعد البيت الأول، وهما قوله:

تصف الدّواء لذي السّقام وذي الضّنى ... كيما يصحّ به وأنت سقيم

وأراك تلقح بالرّشاد عقولنا ... أبدا، وأنت من الرّشاد عديم

وسينشد المؤلف هذه الأبيات مرة أخرى في باب نواصب المضارع للاستشهاد على انتصاب المضارع بأن مضمرة بعد واو المعية في جواب النهي.

الإعراب: «يا» حرف نداء «أيها» أي: منادى مبني على الضم في محل نصب، وها: حرف تنبيه، «الرجل» نعت لأي، مرفوع بالضمة الظاهرة، «المعلم» نعت للرجل، وفيه ضمير مستتر هو فاعله، لأنه اسم فاعل يعمل عمل فعله، «غيره» غير: مفعول به للمعلم، وغير مضاف وضمير الغائب مضاف إليه، «هلا» أداة تحضيض، «لنفسك» الجار والمجرور متعلق بكان، ونفس مضاف وضمير المخاطب مضاف إليه، «كان» فعل ماض تام بمعنى حصل، «ذا» اسم إشارة فاعل كان، «التعليم» بدل من اسم الإشارة أو نعت له أو عطف بيان عليه، ويجوز أن يكون قوله كان فعلا ناقصا واسم الإشارة اسمه، والجار والمجرور المقدم متعلق بمحذوف خبره، «ابدأ» فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت، «بنفسك» الجار والمجرور متعلق بابدأ، ونفس مضاف والكاف ضمير المخاطب مضاف إليه، «فانهها» الفاء عاطفة، انه: فعل أمر، وفيه ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت هو فاعله، وضمير الغائبة مفعول به، «عن غيها» الجار والمجرور متعلق بانه، وغي مضاف وضمير الغائبة العائد إلى النفس مضاف إليه، «فإذا» الفاء عاطفة، إذا: ظرفية تضمنت معنى الشرط، «انتهت» انتهى: فعل ماض، والتاء دالة على التأنيث، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي يعود إلى النفس؛ والجملة في محل جر بإضافة إذا إليها، «فأنت» الفاء واقعة في جواب