شرح شذور الذهب،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

الخامس: المفعول معه

صفحة 265 - الجزء 1

  الشاهد في قوله «وتأتي مثله» فإنه ليس مفعولا معه وإن كان بعد واو بمعنى مع - أي: لا تنه عن خلق مع إتيانك مثله - لأنه ليس باسم.

  ولا نحو قولك «بعتك الدار بأثاثها، والعبد بثيابه» وقول الله سبحانه وتعالى: {وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ}⁣[المائدة، ٦١]، وقولك: جاء زيد مع عمرو، فإن هذه الأسماء وإن كانت مصاحبة لما قبلها لكنها ليست بعد الواو، ولا نحو قولك: مزجت عسلا وماء، وقول الشاعر:


إذا، أنت: ضمير منفصل مبتدأ، «حكيم» خبر المبتدأ، «فهناك» الفاء عاطفة، وهنا: ظرف مكان متعلق بيسمع، والكاف حرف خطاب، «يسمع» فعل مضارع مبني للمجهول، «ما» اسم موصول نائب فاعل يسمع، مبني على السكون في محل رفع، «تقول» فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت؛ والجملة لا محل لها صلة الموصول، والرابط ضمير منصوب بتقول محذوف، والتقدير: يسمع ما تقوله، «ويشتفى» الواو عاطفة، يشتفى: فعل مضارع مبني للمجهول، «بالقول» جار ومجرور متعلق بيشتفى؛ وهو نائب فاعله، «منك» جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من القول، «وينفع» الواو عاطفة، ينفع: فعل مضارع، «التعليم» فاعله، «لا» ناهية، «تنه» فعل مضارع مجزوم بلا، وعلامة جزمه حذف الألف والفتحة قبلها دليل عليها، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت، «عن خلق» جار ومجرور متعلق بتنهى، و «تأتي» الواو بمعنى مع، تأتي: فعل مضارع منصوب بأن المصدرية المضمرة بعد واو المعية، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت، «مثله» مثل: مفعول به لتأتي، ومثل مضاف وضمير الغائب العائد إلى خلق مضاف إليه، «عار» مبتدأ، «عليك» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ، «إذا» ظرفية تضمنت معنى الشرط، «فعلت» فعل وفاعل، والجملة في محل جر بإضافة إذا إليها، «عظيم» نعت لعار، وهو الذي سوغ الابتداء به، ويجوز أن يكون «عار» خبرا لمبتدأ محذوف والتقدير: هذا عار عظيم عليك، واسم الإشارة حينئذ يعود إلى النهي عن خلق والإتيان بمثله المفهوم من قوله «لا تنه عن خلق وتأتي مثله» ولكن الوجه الذي ذكرناه أولا أولى، وجواب إذا محذوف يدل عليه سابق الكلام، والتقدير: إذا فعلت فإنه عار عظيم عليك.

الشّاهد فيه: قوله «وتأتي» فإن هذه الكلمة التي هي تأتي مسبوقة بواو دالة على المعية، ومع ذلك لا يجوز أن تسمى مفعولا معه؛ لأنها فعل وليست باسم، ولا يجوز عند جمهور النحاة أن يسمى الاسم المؤول من أن والفعل مفعولا معه، لأنهم يشترطون في المفعول معه أن يكون اسما صريحا، كما سبق لنا بيانه في مطلع الكلام على المفعول معه.