الثامن من المنصوبات: التمييز
  الكسرة فتحة والياء ألفا «ما» مبتدأ، وهو اسم استفهام، و «أنت» خبره، والمعني عظمت، كما يقال: زيد وما زيد، أي: شيء عظيم، و «جارة» تمييز، وقيل: حال، وقيل، «ما» نافية، و «أنت» اسمها، و «جارة» خبر ما الحجازية: أي لست جارة، بل أنت أشرف من الجارة، والصواب الأول، ويدل عليه قول الشاعر:
  ١٢١ - يا سيّدا ما أنت من سيّد ... موطّأ الأكناف رحب الذّراع
اللّغة: «بانت» فارقت، «لتحزننا» تقول: حزنه يحزنه - مثل نصره ينصره - إذا أورثه الحزن، ومنه قوله تعالى: {إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ}[يوسف - ١٣] «عفارة» اسم امرأة.
الإعراب: «يا» حرف نداء «جارتا» جارة: منادى منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم المنقلبة ألفا، وجارة مضاف وياء المتكلم المنقلبة ألفا مضاف إليه مبني على السكون في محل جر، «ما» اسم استفهام مبتدأ «أنت» ضمير منفصل خبر المبتدأ، «جاره» تمييز نسبة غير محول، منصوب بالفتحة الظاهرة، وسكنه لأجل الوقف، وهذا الذي ذكرناه هو أفضل الأعاريب في مثل هذا التركيب.
الشّاهد فيه: قوله «جاره» فإنه تمييز جيء به لرفع إبهام وقع في نسبة قبله، وليس محولا، ومن زعم أنه حال يرده دخول من عليه في بعض الشواهد، كما سيأتي في شرح الشاهد الآتي (رقم ١٢١)، وأنت خبير بأن الحال لا يكون على معنى «من» وإنما يكون على معنى «في».
١٢١ - هذا بيت من السريع، ولم أقف لهذا الشاهد على نسبة إلى قائل معين، وقد أنشده المؤلف في القطر (رقم ١٤٤).
اللّغة: «موطأ الأكناف» الأكناف: جمع كنف - على مثال سبب وأسباب وبطل وأبطال وجمل وأجمال - والكنف: الجانب والناحية، ويقال: أنا في كنف فلان، إذا كنت تنزل في جواره وتستظل بظله، ويقال: فلان موطأ الأكناف، إذا كان ممهدها وكان يسهل النزول في حماه والاستجارة به، «رحب الذراع» هذه كناية عن سعة جوده وكثرة كرمه.
الإعراب: «يا» حرف نداء، «سيدا» منادى منصوب بالفتحة الظاهرة، «ما» اسم استفهام مبتدأ مبني على السكون في محل رفع، «أنت» ضمير منفصل خبر المبتدأ مبني على الفتح في محل رفع، «من سيد» تمييز، وأصله منصوب فأدخل عليه من التي يكون التمييز على معناها، «موطأ» نعت للمنادي، منصوب بالفتحة الظاهرة، ويجوز أن يكون نعتا لسيد المجرور بمن فيجوز جره أو نصبه؛ لأن تابع التمييز المجرور بمن يجوز فيه مراعاة لفظه وهو ظاهر، ويجوز فيه مراعاة معناه وهو النصب، وعلى الوجه الأخير جاء قول الحطيئة: