الحادي عشر: خبر كاد وأخواتها
  ومثال تركها قول الشاعر:
  ١٢٨ - عسى فرج يأتي به الله؛ إنّه ... له كلّ يوم في خليقته أمر
أبا مالك لا تسأل النّاس، والتمس ... بكفّيك فضل الله، والله أوسع
اللّغة: «يملّوا» يعتريهم الملل والسأم ويضجروا من إعطاء التراب الذي هو أتفه الأشياء وأحقرها، فكيف لو أنك طلبت إليهم شيئا ذا خطر؟ ويروى «ويمنعوا».
المعنى: إن من طبع الناس إنهم لو سئلوا أن يعطوا أتفه الأشياء وأهونها خطرا وأقلها قيمة لما استجابوا للسائل، بل إنهم يمنعون السائل ويملّون السؤال.
الإعراب: «لو» شرطية غير جازمة، «سئل» فعل ماض مبني للمجهول، «الناس» نائب فاعل، وهو المفعول الأول لسئل، «التراب» مفعول به ثان لسئل، «لأوشكوا» اللام واقعة في جواب لو، أوشك: فعل ماض ناقص، وواو الجماعة اسمه، «إذا» ظرفية تضمنت معنى الشرط، «قيل» فعل ماض مبني للمجهول، «هاتوا» فعل أمر وفاعله، والجملة في محل رفع مقول قيل، وجملة قيل مع نائب فاعله في محل جر بإضافة إذا إليها، وجواب إذا محذوف تدل عليه جملة أوشك واسمه وخبره، وجملة الشرط مع فعل الشرط وجوابه لا محل لها من الإعراب معترضة بين أوشك مع مرفوعه وبين خبره «أن» مصدرية، «يملّوا» فعل مضارع منصوب بأن، وعلامة نصبه حذف النون، وواو الجماعة فاعله، وأن مع ما دخلت عليه في تأويل مصدر منصوب خبر أوشك، وأصل نظام البيت هكذا: لو سئل الناس التراب لأوشكوا أن يملّوا ويمنعوا إذا قيل هاتوا أوشكوا أن يملّوا ويمنعوا، «فيمنعوا» فعل مضارع معطوف على السابق بالفاء، وواو الجماعة فاعله.
الشّاهد فيه: قوله «لأوشكوا أن يملّوا» حيث أتى بخبر أوشك فعلا مضارعا مقترنا بأن المصدرية على ما هو الغالب في خبر هذا الفعل.
١٢٨ - هذا بيت من الطويل، وقد نسبوا هذا البيت لمحمد بن إسماعيل، وذكروا قبله بيتين، وهما قوله:
عليك إذا ضاقت أمورك والتوت ... بصبر؛ فإنّ الضّيق مفتاحه الصّبر
ولا تشكون إلّا إلى الله وحده ... فمن عنده تأتي الفوائد واليسر
والبيت من شواهد ابن عقيل (رقم ٨٨).
الإعراب: «عسى» فعل ماض ناقص، «فرج» اسم عسى، «يأتي» فعل مضارع، «به» جار ومجرور متعلق بيأتي، «الله» فاعل يأتي، والجملة خبر عسى، «إنه» إن: حرف توكيد ونصب، والضمير اسمه، «له» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم، «كل» ظرف زمان، منصوب