الحادي عشر: خبر كاد وأخواتها
  وقول الآخر:
  ١٢٩ - يوشك من فرّ من منيّته ... في بعض غرّاته يوافقها
  القسم الثالث: يترجح تجرّد خبره من «أن» وهو فعلان: كاد، وكرب، مثال التجرد منها قوله تعالى: {وَما كادُوا يَفْعَلُونَ}[البقرة، ٧١]، وقول الشاعر:
على الظرفية متعلق بمحذوف حال إما من أمر الآتي وإما من ضميره المستتر في الجار والمجرور، وكل مضاف، و «يوم» مضاف إليه، «في خليقته» الجار والمجرور متعلق بمحذوف حال أيضا صاحبه هو صاحب الحال السابق، وخليقة مضاف والضمير مضاف إليه، «أمر» مبتدأ مؤخر، وجملة المبتدأ وخبره في محل رفع خبر إن.
الشّاهد فيه: قوله «عسى فرج يأتي به الله» حيث أتى بخبر عسى فعلا مضارعا مجردا من أن المصدرية، وذلك نادر في خبر هذا الفعل، وفي البيت كلام لا تتسع له هذه العجالة.
ومثله قول الشاعر: وأنشده أبو العباس المبرد في الكامل (١/ ٣٩٣):
عسى فارج الكرب عن يوسف ... يسخّر لي ربّة المحمل
وقول جميل صاحب بثينة (ديوانه ١٢٨):
وقالت: ترفّق في مقالة ناصح ... عسى الدّهر يوما بعد نأي يساعف
١٢٩ - هذا بيت من المنسرح، وقد نسب جماعة - منهم أبو العباس المبرد في الكامل (١/ ٤٤) - هذا البيت لأمية بن أبي الصلب أحد شعراء الجاهلية، وزعم صاعد أن البيت لرجل من الخوارج، ولم يسمه، وقد نسبه أبو الحسن في تعليقاته على كامل المبرد (١/ ٤٤) إلى رجل من الخوارج قتله الحجاج بن يوسف الثقفي، وذكر أن ذلك هو الصحيح عن الأصمعي (وانظر الكامل: ١، ٤٤، ٢٠١) وذكر معه ثلاثة أبيات، والبيت من شواهد ابن عقيل (رقم ٩١) وهو من أبيات سيبويه (ج ١ ص ٤٨٩) وأنشده المؤلف في أوضحه (رقم ١٢٥)، وقد وجدت بيت الشاهد في ديوان شعر أمية بن أبي الصلت، وقبله - وهو كلام تظهر فيه روح أمية ويتفق مع المعاني التي كان يطرقها كثيرا:
باتت همومي تسري طوارقها ... أكفّ عيني والدّمع سابقها
ورغبة النّاس في الحياة، وإن ... عاشت طويلا فالموت لاحقها
قد أنبئت أنّها تعود كما ... كان بديئا بالأمس خالقها
وأنّ ما جمّعت وأعجبها ... من عيشها مرّة مفارقها