شرح شذور الذهب،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

الحادي عشر: خبر كاد وأخواتها

صفحة 295 - الجزء 1

  ١٣٠ - كرب القلب من جواه يذوب ... حين قال الوشاة هند غضوب


اللّغة: «غراته» بكسر الغين - جمع غرة، وهي الغفلة، «منيته» هي الموت.

المعنى: إن الذي يفر من الموت في الحرب لقريب الوقوع بين براثنه في بعض غفلاته.

الإعراب: «يوشك» فعل مضارع ناقص، «من» اسم موصول اسم يوشك، مبني على السكون في محل رفع، «فر» فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى من، والجملة لا محل لها صلة، «من منيته» الجار والمجرور متعلق بفر، ومنية مضاف والضمير مضاف إليه، «في بعض» جار ومجرور متعلق بيوافق الآتي، وبعض مضاف وغرات من «غراته» مضاف إليه، وغرات مضاف والضمير مضاف إليه، «يوافقها» يوافق: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى من، وضمير المؤنث العائد إلى المنية مفعول به، والجملة في محل نصب خبر يوشك.

الشّاهد فيه: قوله «يوشك من فر ... يوافقها» حيث أتى بخبر يوشك الذي هو مضارع أوشك فعلا مضارعا مجردا من أن المصدرية، وذلك نادر في خبر هذا الفعل.

١٣٠ - هذا بيت من الخفيف، وقد نسبه قوم إلى رجل من طيئ، ولم يعينوه، وقال الأخفش: إنه للكلحبة اليربوعي أحد فرسان بني تميم وشعرائهم المجيدين، وهو من شواهد ابن عقيل (رقم ٩٢)، وأنشده المؤلف في أوضحه (رقم ١٢٦) والأشموني (رقم ٢٩٢).

اللّغة: «جواه» الجوى: شدة الوجد، «الوشاة» جمع واش، وهو النمام الساعي بالإفساد بين الأحبة، والذي يستخرج أحاديث المحبين بلطف، ويروى في مكانه «العذول» وهو فعول بمعنى فاعل، ونظيره صبور وغدور وخؤون ولجوج وشكور، قال الشاعر:

ولن يمنع النّفس اللّجوج عن الهوى ... من النّاس إلّا واحد الفضل كامله

الإعراب: «كرب» فعل ماض ناقص، «القلب» اسمه، «من جواه» الجار والمجرور متعلق بيذوب، وجوى مضاف وضمير الغائب العائد إلى القلب مضاف إليه، «يذوب» فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى القلب، والجملة في محل نصب خبر كرب، «حين» ظرف زمان منصوب على الظرفية، والعامل فيه قوله يذوب أو قوله كرب، «قال الوشاة» فعل وفاعل، والجملة في محل جر بإضافة حين إليها، «هند» مبتدأ «غضوب» خبره، والجملة في محل نصب مقول القول.

الشّاهد فيه: قوله «كرب القلب يذوب» حيث جاء الشاعر بخبر كرب جملة فعلية فعلها مضارع مجرد من «أن» المصدرية.