شرح شذور الذهب،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

الثاني عشر من المنصوبات: خبر الحروف النافية

صفحة 300 - الجزء 1

  أحدها: «لات» كقوله تعالى: {فَنادَوْا وَلاتَ حِينَ مَناصٍ}⁣[ص - ٣].

  والثاني: «ما» كقوله تعالى: {ما هذا بَشَراً}⁣[يوسف - ٣١].

  والثالث: «لا» كقول الشاعر:

  ٩٢ - تعزّ فلا شيء على الأرض باقيا ... ولا وزر ممّا قضى الله واقيا⁣(⁣١)

  والرابع: «إن» النافية كقول الشاعر:

  ١٣٦ - إن هو مستوليا على أحد ... إلّا على أضعف المجانين


اللّغة: «تبين» ظهر بعد ما كان في طي الخفاء، «مين» بفتح الميم وسكون الياء المثناة التحتية - هو الكذب، ومنه قول الشاعر:

وقدّدت الأديم لراهشيه ... وألفى قولها كذبا ومينا

«الكاشحين» المبغضين واحدهم كاشح، «أنشأت» شرعت، «أعرب» أظهر، «مكنونا» مستورا خافيا.

الإعراب: «لما» ظرف بمعنى حين مبني على السكون في محل نصب، والعامل فيه أنشأ الآتي، «تبين» فعل ماض «مين» فاعل تبين، ومين مضاف و «الكاشحين» مضاف إليه، «لكم» جار ومجرور متعلق بالكاشحين، واللام للتقوية، أو متعلق بتبين وهو أظهر، وجملة تبين مع فاعله في محل جر بإضافة لما الحينية إليها، «أنشأت» أنشأ: فعل ماض ناقص، والتاء ضمير المتكلم اسمه، «أعرب» فعل مضارع وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا، والجملة من الفعل الذي هو أعرب وفاعله في محل نصب خبر أنشأ، «عما» عن: حرف جر، وما: اسم موصول مجرور محلا بعن، والجار والمجرور متعلق بأعرب، «كان» فعل ماض، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى ما الموصولة، «مكنونا» خبر كان، وجملة كان واسمه وخبره لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.

الشّاهد فيه: قوله «أنشأت أعرب» حيث أتى بخبر أنشأ - الذي هو فعل ماض ناقص دالّ على الشروع في الخبر - فعلا مضارعا مجردا من أن المصدرية، وذلك واجب في هذا الفعل وسائر أخواته.

١٣٦ - هذا بيت من المنسرح، ويكثر استشهاد النحاة بهذا البيت ولم ينسبه أحد إلى قائل


(١) وهذا الشاهد أيضا قد مضى قولنا في شرحه وبيان مكان الاستشهاد منه؛ فارجع إليه في أثناء باب المرفوعات الماضي من هذا الكتاب.