شرح شذور الذهب،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

إذا اقترنت إن وأخواتها بما الزائدة ألغيت وجوبا، إلا ليت فجوازا

صفحة 302 - الجزء 1

  وجه الاستشهاد بهما أنه لو لا إلغاؤهما لم يصحّ دخولهما على الجملة الفعلية، ولكان دخولهما على المبتدأ والخبر واجبا، واحترزت بالمزيدة من الموصولة، نحو: {أَيَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وَبَنِينَ}⁣[المؤمنون، ٥٥]: أي أنّ الذي؛ بدليل عود الضمير من (به) إليها، ومن المصدرية، نحو: «أعجبني أنما قمت» أي: قيامك، وقوله تعالى: {إِنَّما صَنَعُوا كَيْدُ ساحِرٍ}⁣[طه، ٩٦] يحتملهما، أي: إن الذي صنعوه، أو إن صنعهم، وعلى التأويلين جميعا فإنّ عاملة، واسمها في الوجه الأول «ما» دون صلتها، وفي الوجه الثاني الاسم المنسبك من «ما» وصلتها. وقال النابغة:

  ١٣٨ - قالت ألا ليتما هذا الحمام لنا ... إلى حمامتنا أو نصفه فقد


لأعد، «يا» حرف نداء، «عبد» منادى منصوب بالفتحة الظاهرة، وعبد مضاف و «قيس» مضاف إليه، «لعلما» لعل: حرف ترجّ ونصب، وما: كافة، «أضاءت» أضاء: فعل ماض، والتاء علامة التأنيث، «لك» جار ومجرور متعلق بأضاء، «النار» فاعل أضاء، «الحمار» مفعول به لأضاء، «المقيدا» نعت للحمار، والألف للإطلاق.

الشّاهد فيه: قوله «لعلما أضاءت» حيث اقترنت «ما» الزائدة بلعل، فكفتها عن العمل في الاسم والخبر، وأزالت اختصاصها بالجمل الاسمية، ولذلك دخلت على الجملة الفعلية وهي جملة «أضاءت» مع فاعله، وذلك واضح بأدنى تأمل إن شاء الله.

١٣٨ - هذا بيت من البسيط من قصيدة للنابغة الذبياني يعدها بعض العلماء في المعلقات، ومطلعها قوله:

يا دار ميّة بالعلياء فالسّند ... أقوت وطال عليها سالف الأمد

وهي من قصائده التي يعتذر فيها إلى الملك النعمان بن المنذر عما كان قد ألقي إليه من الوشايات به، وقد أنشد بيت الشاهد المؤلف في القطر (رقم ٥٦) وفي أوضحه (رقم ١٣٨) وأنشده الأشموني (رقم ٢٧١).

اللّغة: «فقد» قد ههنا: اسم فعل معناه يكفي، أو هو اسم بمعنى كاف.

الإعراب: «قالت» قال: فعل ماض، والتاء علامة التأنيث، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي يعود إلى فتاة الحي التي ذكرها في بيت سابق، «ألا» أداة استفتاح، «ليتما» ليت: حرف تمنّ ونصب، وما: زائدة، «هذا» ها: حرف تنبيه، وذا: اسم إشارة اسم ليت مبني على السكون في محل نصب، «الحمام» بدل من اسم الإشارة، وبدل المنصوب منصوب، وعلامة