الثاني والثالث: واو المعية، وفاء السببية، بعد نفي أو طلب
  أي: إلا أن تستقيم فلا أكسر كعوبها، ولا يجوز أن يكون التقدير كسرت كعوبها إلى أن تستقيم؛ لأن الكسر لا استقامة معه.
  وأما الفاء والواو فينتصب الفعل المضارع بأن مضمرة بعدهما وجوبا بشرطين لا بد منهما:
  أحدهما: أن تكون الفاء للسببية والواو للمعية، فلهذا رفع الفعل في قوله:
  ١٤٨ - * ألم تسأل الرّبع القواء فينطق*
يستقم أبدا، اه. ولا يخفى عليك أن هذه المعاني كلها مجازية، وليست المعنى الذي وضع له اللفظ المستعمل.
الإعراب: «كنت» كان فعل ماض ناقص، وضمير المتكلم اسمه، مبني على الضم في محل رفع، «إذا» ظرفية تضمنت معنى الشرط، «غمزت» فعل وفاعل، والجملة في محل جر بإضافة إذا إليها، «قناة» مفعول به لغمز، وقناة مضاف و «قوم» مضاف إليه، «كسرت» فعل وفاعل، «كعوبها» كعوب: مفعول به لكسر، وهو مضاف والضمير مضاف إليه، والجملة لا محل لها جواب إذا، وجملة الشرط وجوابه في محل نصب خبر كان، «أو» حرف بمعنى إلا، «تستقيما» فعل مضارع منصوب بأن المضمرة وجوبا بعد أو، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي يعود إلى قناة قوم، والألف للإطلاق.
الشّاهد فيه: قوله «أو تستقيما» حيث نصب الفعل المضارع - وهو قوله تستقيم - بأن المضمرة بعد أو التي بمعنى إلا، وتلخيص المعنى: كسرت كعوبها في كل حال إلا في حال استقامتها.
١٤٨ - هذا صدر بيت من الطويل، وعجزه قوله:
* وهل تخبرنك اليوم بيداء سملق؟ *
والبيت من كلام جميل بن معمر العذري، وقد أنشده المؤلف في أوضحه (رقم ٥٠٢). وأنشده سيبويه (١/ ٤٢٢).
اللّغة: «القواء» الخالي من الأهل، «بيداء» هي الصحراء، وسميت بذلك لأنها تبيد من يسلكها، أي تهلكه، «سملق» بوزن جعفر - هي الأرض التي لا تنبت شيئا مطلقا.
الإعراب: «ألم» الهمزة للاستفهام الإنكاري، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، لم: حرف نفي وجزم وقلب، «تسأل» فعل مضارع مجزوم بلم، وعلامة جزمه السكون، وحرك بالكسر للتخلص من التقاء الساكنين، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت، «الربع» مفعول به لتسأل، «القواء» نعت للربع، «فينطق» الفاء حرف دال على