شرح شذور الذهب،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

الحروف الجارة على ستة أقسام

صفحة 339 - الجزء 1

  وقوله:

  ١٦١ - ودويّة مثل السّماء اعتسفتها ... وقد صبغ اللّيل الحصى بسواد

  والقليل بعد الفاء وبل، مثال ذلك بعد الفاء قول امرئ القيس:

  ١٦٢ - فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع ... فألهيتها عن ذي تمائم محول


وقد أنشده المؤلف في أوضحه (رقم ٣١٤) والأشموني (رقم ٥٧٨).

الإعراب: «وليل» الواو واو رب، ليل: مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الشبيه بالزائد، «كموج» جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة لليل، وموج مضاف، و «البحر» مضاف إليه، «أرخى» فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى الليل، «سدوله» سدول: مفعول به لأرخى، وسدول مضاف وضمير الغائب العائد إلى الليل مضاف إليه، «عليّ بأنواع» جاران ومجروران يتعلق كل منهما بأرخى، وأنواع مضاف، و «الهموم» مضاف إليه، «ليبتلي» اللام لام التعليل، ويبتلي: فعل مضارع منصوب بأن المضمرة جوازا بعد اللام، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الياء منع من ظهورها معاملة المنصوب معاملة المرفوع، وكان حقه أن ينصبه بالفتحة الظاهرة لأن الفتحة خفيفة على الياء، كما علمت مما سبق.

الشّاهد فيه: قوله «وليل» حيث حذف حرف الجر الذي هو «رب» وأبقى عمله، بعد الواو، وذلك كثير جدا كما ذكرناه في شرح الشاهد السابق.

١٦١ - هذا بيت من الطويل من كلام ذي الرمة، واسمه غيلان بن عقبة، العدوي، البصري.

الإعراب: «ودوية» الواو واو رب، دوية: مبتدأ، مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الشبيه بالزائد، «مثل» صفة لدوية، ومثل مضاف و «السماء» مضاف إليه، «اعتسفتها» فعل ماض وفاعل ومفعول، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ «وقد» الواو واو الحال، قد: حرف تحقيق «صبغ» فعل ماض «الليل» فاعل صبغ «الحصى» مفعول به لصبغ «بسواد» جار ومجرور متعلق بصبغ، والجملة في محل نصب حال.

الشّاهد فيه: قوله «ودوية» حيث حذف حرف الجر الذي هو «رب» وأبقى عمله، بعد الواو، وقد بينا مثله في شرح الشاهد السابق.

١٦٢ - هذا بيت من الطويل، وهذا الشاهد من كلام امرئ القيس بن حجر الكندي من معلقته المشهورة، وهو من شواهد ابن عقيل (رقم ٢١٨) والمؤلف في كتابه أوضح المسالك (رقم ٣١٣) والأشموني (رقم ٥٧٦)، وقد رواه سيبويه «ومثلك بكرا قد طرقت وثيّبا».