شرح شذور الذهب،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

الجوازم نوعان:

صفحة 351 - الجزء 1

  الأمر، نحو {لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ}⁣[الطلاق - ٧] و «لا» في النهي نحو {لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنا}⁣[التوبة، ٤٠] وقد يستعاران للدعاء، كقوله تعالى: {لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ}⁣[الزخرف - ٧٧] {رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا}⁣[البقرة - ٢٨٦].

  (٢) وما يجزم فعلين، وهو الإحدى عشرة الباقية، وقد قسمتها إلى ستة أقسام:

  أحدها: ما وضع للدلالة على مجرد تعليق الجواب على الشرط، وهو إن وإذ ما، قال الله تعالى: {وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ}⁣[الأنفال - ١٩] وتقول «إذ ما تقم أقم».

  وهما حرفان، أما إن فبالإجماع، وأما إذ ما فعند سيبويه، والجمهور، وذهب المبرد وابن السراج والفارسي إلى أنها اسم.

  وفهم من تخصيصي هذين بالحرفية أن ما عداهما من الأدوات أسماء، وذلك بالإجماع في غير «مهما» وعلى الأصح فيها، والدليل عليه قوله تعالى: {مَهْما تَأْتِنا بِهِ مِنْ آيَةٍ}⁣[الأعراف، ١٣٢] فعاد الضمير المجرور عليها، ولا يعود [الضمير] إلا على اسم.

  الثاني: ما وضع للدلالة على من يعقل، ثم ضمّن معنى الشرط، وهو من، نحو {مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ}⁣[النساء - ١٢٣].

  الثالث: ما وضع للدلالة على ما لا يعقل، ثم ضمّن معنى الشرط، وهو ما، ومهما، نحو قوله تعالى: {وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ}⁣[البقرة، ١٩٧]، {مَهْما تَأْتِنا بِهِ مِنْ آيَةٍ}⁣[الأعراف - ١٣٢] الآية.

  الرابع: ما وضع للدلالة على الزمان، ثم ضمّن معنى الشّرط، وهو متى، وأيّان، كقول الشاعر:

  ١٦٨ - ولست بحلّال التّلاع مخافة ... ولكن متى يسترفد القوم أرفد

  وقول الآخر:


١٦٨ - هذا بيت من الطويل من كلام طرفة بن العبد البكري، وهو البيت الرابع والأربعون من معلقته المشهورة التي مطلعها قوله:

لخولة أطلال ببرقة ثهمد ... تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد