شرح شذور الذهب،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

الأفعال بالنسبة للمفعول به على سبعة أنواع

صفحة 375 - الجزء 1

  أي: اعتقدني، وقوله:

  ١٨٣ - * تعلّم شفاء النّفس قهر عدوّها*

  والأكثر في «تعلّم» أن يتعدى إلى أنّ وصلتها كقوله:

  ١٨٤ - * تعلّم رسول الله أنّك مدركي*


فهبها أمّة ذهبت ضياعا ... يزيد أميرها وأبو يزيد

وجاء عليه قول الشاعر:

هبوني أغضّ إذا ما بدت ... وأمنع طرفي فلا أنظر

١٨٣ - هذا صدر بيت من الطويل لزياد بن سيار بن عمرو بن جابر، وكان قد خرج هو والنابغة الذبياني يريدان الغزو، فرأى زياد جرادة، فقال: حرب ذات ألوان، فرجع، ومضى النابغة لطيته، وفيه يقول زياد كلمة منها البيت المستشهد بصدره، وعجز البيت قوله:

* فبالغ بلطف في التّحيّل والمكر

والبيت من شواهد المؤلف في أوضحه (رقم ١٦٩) وابن عقيل (رقم ١٢١) والأشموني (رقم ٣٢٥).

اللّغة: «تعلم» معناه هنا اعلم واستيقن، «شفاء النفس» أراد به قضاء مآربها وإذهاب غيظها، «لطف» أراد به الرفق في الأمور والتأني لها، «التحيل» أخذ الشيء بحيلة.

الإعراب: «تعلم» فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت، «شفاء» مفعول أول، وشفاء مضاف و «النفس» مضاف إليه، «قهر» مفعول ثان، وقهر مضاف وعدو من «عدوها» مضاف إليه، وعدو مضاف وضمير الغائبة العائد إلى النفس مضاف إليه، «فبالغ» الفاء حرف عطف، بالغ: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت، «بلطف، في التحيل» جاران ومجروران يتعلق كل منهما ببالغ، «والمكر» معطوف على التحيل.

الشّاهد فيه: قوله «تعلم شفاء النفس قهر عدوها» حيث ورد فيه تعلم ومعناه اعلم، وقد نصب به مفعولين: أولهما قوله «شفاء النفس» وثانيهما قوله «قهر عدوها».

١٨٤ - هذا صدر بيت من الطويل، وعجزه قوله:

* وأن وعيدا منك كالأخذ باليد*

وهذا بيت من قصيدة طويلة لأنس بن زنيم الديلي، يقولها بعد فتح مكة، معتذرا لرسول الله ÷ مما كان عمرو بن سالم الخزاعي يقوله فيه وفي أصحابه وأولها قوله: