لأفعال القلوب ثلاث حالات
  فضلة نحو {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ}[الشعراء، ٢٢٧] ف «أيّ» منصوب على المصدر بما بعده، وتقديره: ينقلبون أي انقلاب، وليس منصوبا بما قبله؛ لأن الاستفهام له الصّدر فلا يعمل فيه ما قبله.
  وهذه الأنواع كلها داخلة تحت قولي: «استفهام».
  الرابع: «ما» النافية، نحو «علمت ما زيد قائم» وقوله تعالى: {لَقَدْ عَلِمْتَ ما هؤُلاءِ يَنْطِقُونَ}[الأنبياء - ٦٥].
  الخامس: «لا» النافية في جواب القسم، نحو: «علمت والله لا زيد في الدار ولا عمرو».
  السادس: «إن» النافية في جواب القسم، نحو: «علمت والله إن زيد قائم» بمعنى ما زيد قائم.
  السابع: «لعلّ» نحو: {وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ}[الأنبياء - ١١١] ذكره أبو علي في التذكرة.
  الثامن: «لو» الشرطية، كقول الشاعر:
  ١٨٦ - وقد علم الأقوام لو أنّ حاتما ... أراد ثراء المال كان له وفر
  التاسع: «إنّ» التي في خبرها اللام، نحو «علمت إنّ زيدا لقائم» ذكره جماعة
١٨٦ - هذا بيت من الطويل من كلام حاتم الطائي الجواد المشهور، من قصيدة له يعتب فيها على امرأته ماوية، وكانت تأمره بالإمساك وكف اليد عن العطاء، وانظر ديوانه المطبوع في أوروبا (ص ٣٩ - ٤٠) والبيت من شواهد الأشموني (رقم ٢٣٧).
الإعراب: «قد» حرف تحقيق، «علم الأقوام» فعل وفاعل، «لو» حرف تعليق يدل على امتناع الجواب لامتناع الشرط، «أن» حرف توكيد ونصب، «حاتما» اسم أن، «أراد» فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى حاتم، وجملة الفعل وفاعله في محل رفع خبر أن، وأن مع ما دخلت عليه في تأويل مصدر مرفوع فاعل لفعل محذوف يقع شرط لو، والتقدير: لو ثبت كون حاتم أراد - إلخ، «ثراء» مفعول به لأراد، وثراء مضاف و «المال» مضاف إليه، «كان» فعل ماض ناقص، «له» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر كان، «وفر» اسم كان، وجملة كان واسمه وخبره لا محل لها من الإعراب جواب لو.