الأسماء التي تعمل عمل الفعل عشرة
  ٢١٤ - شتّان ما يومي على كورها ... ويوم حيّان أخى جابر
  ولا يجوز عند الأصمعي «شتّان ما بين زيد وعمرو» وجوّزه غيره، محتجّا بقوله:
  ٢١٥ - * لشتّان ما بين اليزيدين في النّدى*
ورفع به فاعلا كما كان يرفعه لو وضع مكانه افترق، وهو الفعل الذي يدل اسم الفعل على معناه، ألا ترى أنه عطف على الفاعل لما كان الافتراق لا يكون إلا بين شيئين فصاعدا.
٢١٤ - هذا بيت من السريع من كلام أبي بصير صناجة العرب الأعشى ميمون بن قيس.
اللّغة: «شتان» افترق وتباعد أمرهما، «كورها» الكور - بضم الكاف وسكون الواو - الرحل الذي يوضع فوق الناقة ليركب عليه، ووقع في عامة نسخ الشرح «ما نومي» و «نوم حيان» محرفا.
الإعراب: «شتان» اسم فعل ماض مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، «ما» زائدة، «يومي» يوم: فاعل بشتان، ويوم مضاف وياء المتكلم مضاف إليه، «على كورها» الجار والمجرور متعلق بشتان، وكور مضاف وضمير الغائبة العائد إلى الناقة مضاف إليه، «ويوم» معطوف على الفاعل، ويوم مضاف، و «حيان» مضاف إليه، مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنه لا ينصرف للعلمية وزيادة الألف والنون، «أخي» بدل من حيان، مجرور بالياء نيابة عن الكسرة لأنه من الأسماء الستة، وأخي مضاف و «جابر» مضاف إليه.
الشّاهد فيه: قوله «شتان ما يومي ويوم حيان» حيث استعمل شتان اسم فعل ماض بمعنى افترق، ورفع به فاعلا كما كان يرفعه بافترق نفسه، وزاد «ما» بين اسم الفعل وفاعله كما هو ظاهر.
٢١٥ - هذا الشاهد صدر بيت من الطويل لربيعة الرقي، من كلمة له يمدح فيها يزيد بن حاتم المهلبي، ويذم يزيد بن أسيد السلمي، وكان قد ورد على الأول يستجديه وهو والي مصر، فاستبطأ سيبه، فشخص عنه من مصر، وقال:
أراني - ولا كفران لله - راجعا ... بخفّي حنين من نوال ابن حاتم
فبلغ ذلك القول يزيد بن حاتم، فأرسل في أثره من يرده إليه، فلما دخل عليه قال له: أنت القائل: أراني ولا كفران لله؟ قال: نعم، قال: فهل قلت غير هذا؟ قال: لا، قال: لترجعن بخفي حنين مملوءة مالا، ثم أمر بخلع نعله وملئت له مالا، فلما عزل يزيد بن حاتم عن مصر وولي مكانه يزيد بن أسيد السلمي - قال ربيعة الرقي قصيدة مطلعها:
بكى أهل مصر بالدّموع السّواجم ... غداة غدا منها الأغرّ ابن حاتم
لشتّان ما بين اليزيدين في النّدى ... يزيد سليم والأغرّ ابن حاتم
فهمّ الفتى الأزديّ إنفاق ماله ... وهمّ الفتى القيسيّ جمع الدّراهم