الأسماء التي تعمل عمل الفعل عشرة
  ومنها: أن المضارع لا ينصب في جواب الطّلبيّ منه؛ لا تقول: «صه فأحدّثك» بالنصب(١)، خلافا للكسائي أيضا، نعم يجزم في جوابه، كقوله:
الفعل المتأخر، بل ولا هو معمول لاسم فعل آخر محذوف، يفسره المذكور ويقع في التقدير قبل المعمول؛ لأن اسم الفعل لا يعمل وهو محذوف أيضا، ولكن هذا الاسم المنصوب معمول لفعل محذوف من معنى اسم الفعل كما قدرنا في الإعراب.
ومن العلماء من قال: إن «دلوي» مبتدأ، و «دونك» اسم فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه
(١) اعلم أن بين الفعل واسم الفعل وجوها من الاتفاق ووجوها من الافتراق، ونحن نذكر لك أهم الوجوه التي يتفقان فيها، وأهم الوجوه التي يختلفان فيها؛ فنقول:
يتفق اسم الفعل والفعل في ثلاثة وجوه:
الأول: دلالتهما جميعا على المعنى الواحد.
والثاني: أن كل اسم فعل يوافق الفعل الذي بمعناه في التعدي واللزوم غالبا، ومن غير الغالب نحو «آمين» فإنه لم يحفظ عن العرب تعديه لمفعول، مع أن الفعل الذي بمعناه - وهو استجب - يتعدى إلى مفعول به، وكذا «إيه» فإنه لازم مع أن الفعل الذي بمعناه - وهو زد - متعد.
والثالث: أن كل اسم فعل يوافق الفعل الذي بمعناه في إظهار فاعله وإضماره.
ويفارق الفعل اسم الفعل في سبعة أمور:
الأول: أن الأفعال تبرز معها الضمائر؛ فتقول: اسكت واسكتوا واسكتي، واسم الفعل لا يبرز معه ضمير أصلا؛ فتقول: صه بلفظ واحد للمفرد والمثنى والجمع والمذكر والمؤنث.
والثاني: أن مفعول الفعل يتقدم عليه ويتأخر عنه؛ فتقول: خذ كتابك، وتقول: كتابك خذ، واسم الفعل لا يكون معموله إلا متأخرا عنه، على الأرجح؛ فتقول: دونك الكتاب، ولا تقول: الكتاب دونك، على أن يكون الكتاب مفعولا مقدما لدونك، وقد ذكر المؤلف هذا الوجه.
والثالث: أن الفعل يعمل مذكورا أو محذوفا، بل قد يجب حذفه وهو عامل في مذكور؛ فتقول: لقيت محمدا، وتقول: إذا محمدا لقيته فأكرمه، وأما اسم الفعل فلا يعمل إلا مذكورا.
والرابع: أن الأفعال تتصرف، وتختلف أبنيتها لاختلاف الزمان؛ فتقول: سكت ويسكت واسكت، وأما أسماء الأفعال فلا تتصرف ولا تختلف أبنيتها لاختلاف الزمان.
والخامس: أنه يجوز توكيد الفعل باسم الفعل؛ فتقول: اسكت صه، وانزل نزال، ولا يجوز أن نؤكد اسم الفعل بالفعل؛ فلا تقول: نزال انزل، ولا صه اسكت.
والسادس: أن الفعل ينصب في جوابه إذا دل على الطلب؛ فتقول: انزل فأكرمك، ولا ينتصب المضارع في جواب اسم الفعل ولو دل على الطلب، فلا تقول: نزال فنكرمك وقد ذكر المؤلف هذا الوجه.
والسابع: أن من النحاة من ذهب إلى أن الفعل أصل الاشتقاق، وهم الكوفيون ولم يذهب أحد إلى أن اسم الفعل أصل الاشتقاق أصلا.