شرح شذور الذهب،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

الرابع: البدل

صفحة 446 - الجزء 1

  الثّلاثة ببل، ويوافق متبوعه ويخالفه، في الإظهار والتّعريف وضدّيهما، ولكن لا يبدل ظاهر من ضمير حاضر، إلّا بدل بعض أو اشتمال مطلقا، أو بدل كلّ إن أفاد الإحاطة.

  وأقول: البدل في اللغة العوض، وفي التنزيل: {عَسى رَبُّنا أَنْ يُبْدِلَنا خَيْراً مِنْها}⁣[القلم - ٣٢] وفي الاصطلاح ما ذكر.

  و «التابع» جنس يشمل [جميع] التوابع.

  و «المقصود بالحكم» فصل مخرج للنعت والبيان والتأكيد، فإنهن متممات للمقصود بالحكم، لا مقصودة بالحكم، ولنحو: «جاء القوم لا زيد» فإن زيدا منفي عنه الحكم، فلا يصح أن يقال إنه المقصود بالحكم، ولنحو: «عمرو» في «جاء زيد وعمرو» أو «فعمرو» أو «ثم عمرو» أو «القوم حتى عمرو» فإنه مقصود بالحكم مع الأول، فلا يصدق عليه أنه المقصود بالحكم.

  و «بلا واسطة» مخرج للمعطوف عطف النسق في نحو: «جاء زيد بل عمرو»، فإنه وإن كان المقصود بالحكم، لكنه إنما يتبع بواسطة حرف العطف.

  وأقسامه ستة: بدل كلّ من كلّ، وبدل بعض من كلّ، وبدل اشتمال، وبدل إضراب، وبدل نسيان، وبدل غلط.

  فبدل الكلّ نحو: {اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ ٦ صِراطَ الَّذِينَ}⁣[الفاتحة، ٦ و ٧] فالصراط الثاني هو نفس الصراط الأول.

  وبدل البعض نحو: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً}⁣[آل عمران - ٩٧] ف «من» في موضع خفض على أنها بدل من «الناس» والمستطيع بعض الناس لا كلهم.

  وبدل الاشتمال نحو: {يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ}⁣[البقرة، ٢١٧] ف «قتال» بدل من «الشهر» وليس القتال نفس الشّهر ولا بعضه، ولكنه ملابس له؛ لوقوعه فيه.

  وبدل الإضراب كقوله عليه الصلاة والسّلام: «إنّ الرّجل ليصلي الصّلاة ما