الثالث: الأسماء الستة
  اسم «إنّ»، والثاني أن يكون معطوفا على (نفسي).
  والثالث: أن يكون مخفوضا، وذلك من وجه واحد، وهو أن يكون معطوفا على الياء المخفوضة بإضافة النفس، وهذا الوجه لا يجيزه جمهور البصريين؛ لأن فيه العطف على الضمير المخفوض من غير إعادة الخافض(١).
  ثم قلت: والأفصح في الهن النّقص.
  وأقول: الهن يخالف الأب والأخ والحم، من جهة أنها إذا أفردت نقصت أواخرها وصارت على حرفين، وإذا أضيفت تمت فصارت على ثلاثة أحرف، تقول: هذا أب، بحذف اللام، وأصله «أبو» فإذا أضفته قلت: هذا أبوك، وكذا الباقي، وأما «الهن» فإذا استعمل مفردا نقص، وإذا أضيف بقي في اللغة الفصحى على نقصه(٢)، تقول: هذا هن، وهذا هنك؛ فيكون في الإفراد والإضافة على حدّ سواء، ومن العرب
(١) قد أجازه ابن مالك واستشهد له، وقد قرئ: {وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ} بجر الأرحام، وقيل: إنه معطوف على الضمير المجرور محلا بالباء.
(٢) لغات العرب التي نقلها النحاة في هذه الأسماء ثلاث لغات:
اللغة الأولى: الإعراب بالحروف نيابة عن الحركات، بالواو في حالة الرفع نيابة عن الضمة نحو: «هذا أبوك وأخوك وحموك»، وبالألف في حالة النصب نيابة عن الفتحة نحو: «رأيت أباك وأخاك وحماك»، وبالياء في حالة الجر نيابة عن الكسرة نحو: «تحدثت إلى أبيك وأخيك وحميك» وتسمى هذه اللغة لغة الإتمام.
اللغة الثانية: أن تلزم الألف في الأحوال الثلاثة، فتكون معربة بحركات مقدرة على الألف، تقول: «هذا أباك، ورأيت أباك، وتحدثت إلى أباك» وقال الشاعر على هذه اللغة:
إنّ أباها وأبا أباها ... قد بلغا في المجد غايتاها
وتسمى هذه اللغة: لغة القصر.
اللغة الثالثة: أن تعرب بحركات ظاهرة، فتقول: «هذا أبك وأخك وحمك» بالضمة الظاهرة، وتقول: «رأيت أبك وأخك وحمك» بالفتحة الظاهرة، وتقول «تحدثت إلى أبك وحمك وأخك» بالكسرة الظاهرة، وقال الراجز على هذه اللغة:
بأبه اقتدى عديّ في الكرم ... ومن يشابه أبه فما ظلم
وتسمى هذه اللغة لغة النقص.
والأفصح في «الأب والأخ والحم» لغة الإتمام، وتليها لغة القصر، وتليها لغة النقص، والأفصح في «الهن» لغة النقص.