الخامس: جمع المذكر السالم
  ما قبلها المفتوح ما بعدها نيابة عن الكسرة والفتحة، تقول: جاء الزّيدون والمسلمون، ومررت بالزّيدين والمسلمين، ورأيت الزّيدين والمسلمين، وإنما مثلت بالمثالين ليعلم أن هذا الجمع يكون في أعلام العقلاء وصفاتهم.
  فإن قلت: فما تصنع في {الْمُقِيمِينَ} من قوله تعالى في سورة النساء: {لكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ}[النساء، ١٦٢] فإنه جاء بالياء، وقد كان مقتضى قياس ما ذكرت أن يكون بالواو؛ لأنه معطوف على المرفوع، والمعطوف على المرفوع مرفوع، وجمع المذكر السالم يرفع بالواو كما ذكرت؟ وما تصنع ب {الصَّابِئُونَ} من قوله تعالى في
= والمعنى مثل فاطمة ورقية، أم كان مؤنثا في اللفظ فقط مثل طلحة وحمزة، وفي هذا خلاف بين الكوفيين والبصريين، فالكوفيون ينظرون إلى معناه فيجيزون جمعه جمع المذكر السالم بعد حذف تائه، والبصريون ينظرون إلى لفظه فيمنعون جمعه هذا الجمع، أم كان مؤنثا في المعنى فقط نحو زينب، وقيل له «السالم» لأن لفظ المفرد المجموع هذا الجمع، لم يتغير بنوع من التغيير الذي يحدث في جمع التكسير نحو زيد وزيود وكتاب وكتب.
ثم إن الجمع أربعة أنواع، الأول جمع التكسير للمذكر مثل رجال ومساجد، والثاني: جمع التكسير للمؤنث مثل زيانب، وصوامع، وهذان يعربان بالحركات الظاهرة أو المقدرة مثل جرحى وعذارى، والثالث:
جمع المؤنث السالم، وقد مضى الكلام فيه، والرابع جمع المذكر السالم، وهذا هو موضوع الكلام في هذا المكان.
إذا علمت هذا فاعلم أنه لا يجمع هذا الجمع إلا ما كان علما أو صفة، وأنه يشترط فيما يجمع هذا الجمع شروط عامة يشترك فيها العلم والصفة جميعا، كما يشترط فيه شروط تختص بالعلم وشروط تختص بالصفة.
فأما الشروط العامة التي يشترك فيها النوعان فثلاثة، الأول: أن يكون لمذكر نحو زيد وكاتب، والثاني: أن يكون لعاقل فلا يجمع هذا الجمع ما كان لغير عاقل نحو واشق وصاهل، والثالث: أن يكون خاليا من تاء التأنيث.
وأما الشروط التي تختص بالعلم فاثنان:
الأول: ألا يكون مركبا تركيبا إسناديّا نحو «برق نحره» و «شاب قرناها» ولا مركبا تركيبا مزجيّا نحو سيبويه ومعديكرب، فإن أردت جمع هذين النوعين فأت بلفظ صاحب أو بلفظ ذي الذي بمعنى صاحب فاجمعه كجمع المذكر السالم وأضفه إلى ما تريد، فتقول «جاءني صاحبو تأبط شرّا، أو ذوو تأبط شرّا، وجاءني صاحبو معديكرب».
الشرط الثاني: ألا يكون معربا بحرفين، نعنى ألا يكون مثنى ولا مجموعا جمع السلامة لمذكر أو لمؤنث.
وأما الشروط التي تختص بالصفة فاثنان، الأول: ألا تكون على وزن أفعل الذي مؤنثه فعلاء مثل أحمر وحمراء، وأسود وسوداء، والثاني: ألا يكون على وزن فعلان الذي مؤنثه فعلى نحو سكران وسكرى، وعطشان وعطشى، فإن كان مؤنثه على فعلانة جمع هذا الجمع.