البلاغة الواضحة،

علي الجارم (المتوفى: 1368 هـ)

الإنشاء

صفحة 204 - الجزء 1

  (٢) وقال:

  ولست أبالي بعد إدراكى العلا ... أكان تراثا ما تناولت أم كسبا؟⁣(⁣١)

  (٣) وقال:

  وهل تغنى الرّسائل في عدوّ ... إذا ما لم يكنّ ظبا رقاقا؟⁣(⁣٢)

  (٤) وقال حينما صرع بدر بن عمّار أسدا:

  أمعفّر الليث الهزبر بسوطه ... لمن ادّخرت الصارم المصقولا؟⁣(⁣٣)

  (٥) وقال أبو تمام:

  أؤلبس هجر القول من لو هجوته ... إذا لهجانى عنه معروفه عندي؟

  (٦)

  وكيف أخاف الفقر أو أحرم المنى ... ورأى أمير المؤمنين جميل؟

  (٧)

  ما أنت يا دنيا أرؤيا نائم ... أم ليل عرس أم بساط سلاف؟⁣(⁣٤)

  (٨) وقال أبو الطيب:

  وما لك تعنى بالأسنّة والقنا؟ ... وجدّك طعّان بغير سنان⁣(⁣٥)

  (٩)

  هل بالطّلول لسائل ردّ؟ ... أم هل لها بتكلّم عهد؟

  (١٠)

  حتى متى أنت في لهو وفي لعب؟ ... والموت نحوك يهوى فاتحا فاه

  (١١) وقال أبو الطيب:

  يفنى الكلام ولا يحيط بفضلكم ... أيحيط ما يفنى بما لا ينفد؟

  (١٢) وقال تعالى: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ؟}


(١) التراث: الإرث، يقول: إذا استوليت على معالى الأمور فما أبالي أن أكون بلغتها عن إرث أو كسب، وقد كان الوجه أن يقول. أتراثا كان لأن الهمزة لا يليها إلا المسؤول عنه كما تقدم لك ولكنه لما ذكر المعادل تعين المسؤول عنه.

(٢) الظبا: جمع ظبة وهي حد السيف. أي أن العدو لا يشتفى منه إلا بالقتل.

(٣) عفره: مرغه في التراب، والليث: الأسد، والهزبر: الشديد، والصارم: السيف القاطع؛ يقول: إذا كنت تصرع الأسد بالسوط وهو أشد الحيوان بأسا، فلمن أعددت سيفك؟

(٤) العرس: طعام الوليمة، والسلاف: الخمر.

(٥) تعنى بصيغة المجهول أي تعتنى، والجد: الحظ، يقول: مالك تعتنى بادخار الأسلحة وحظك يطعن أعداءك فيقتلهم بغير سنان.