(3) الإطناب
  وطريقه في المثال الخامس الاعتراض، وهو أن يوتى في أثناء الكلام أو بين كلامين متصلين في المعنى بجملة أو أكثر لا محل لها من الإعراب لغرض يقصد إليه البليغ، فجملة «ألا كذبوا» قد جاءت في بيت النابغة بين اسم إن وخبرها للإسراع إلى التنبيه على كذب من رماه بالكبر، وقد يكون من أغراض الاعتراض الإسراع إلى التنزيه، نحو: إن اللّه - تبارك وتعالى - لطيف بعباده، وقد يكون للدعاء نحو إني - وقاك اللّه - مريض.
  وطريقه في المثالين السادس والسابع التذييل، وهو تعقيب الجملة بجملة أخرى تشتمل على معناها توكيدا لها، فإن المعنى في كلا البيتين قد تمّ في الشطر الأول، ثم ذيّل بالشطر الثاني للتوكيد. وإذا تأملت التذييل في المثالين وجدت بينهما بعض الخلاف. وذلك أن التذييل في المثال الأول مستقلّ بمعناه لا يتوقف فهمه على فهم ما قبله، ويقال له إنه جار مجرى المثل، أما في المثال الثاني فهو غير مستقل بمعناه إذ لا يفهم الغرض منه إلا بمعونة ما قبله، ويقال لهذا النوع إنه غير جار مجرى المثل.
  تأمل المثل الأخير تجد أننا لو أسقطنا منه كلمة «ظالمين» لتوهّم السامع أن فرس ابن المعتز كانت بليدة تستحق الضرب، وهذا خلاف المقصود، وتسمّى هذه الزيادة في البيت احتراسا، وكذلك كل زيادة تجئ لدفع ما يوهمه الكلام مما ليس مقصودا.
القاعدة:
  (٦٧) الإطناب زيادة اللّفظ على المعنى لفائدة(١) ويكون بأمور عدة منها:
(١) فإذا لم تكن في الزيادة فائدة سميت «تطويلا» إن كانت الزيادة غير متعينة، «وحشوا» إن كانت متعينة، فالتطويل كما في قول عنترة بن شداد:
حييت من طلل تقادم عهده ... أقوى وأققر بعد أم الهيثم
والحشو كما في قول زهير بن أبي سلمى:
وأعلم علم اليوم والأمس قبله ... ولكنني عن علم ما في غد عمى